الجواب:
لا أعلم حرجًا في قراءة كتب التفسير، ابن سيرين وغيره، كتب الأحلام يستفيد منها طالب العلم، لكن لا يعتمد عليها، بل بالأدلة، لا بد ينظر إلى الأدلة، ويتعلم، وينظر القرائن، وإذا أشكل عليه لا يجزم، يقول: لعل المراد كذا، إذا رأى رؤيا طيبة حمد الله عليها، مثل: رأى أنه يتفقه في الدين، رأى أنه دخل الجنة، هذا يحمد الله على ذلك، رأى أنه بار بوالديه، رأى أنه يحافظ على الصلوات، كل هذا خير، يحمد الله على ذلك.
فإن رأى ما يكره، كأن يرى أنه سقط في بئر، أو أنه قتل، أو أنه يشرب الخمر، أو ما أشبه ذلك، هذه من الشيطان، إذا رأى أمره النبي ﷺ أن يتفل عن يساره ثلاثًا، ويقول: أعوذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأيت -ثلاث مرات- ثم ينقلب على جنبه الآخر؛ فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدًا.
فالذي يعبر الرؤيا ينظر ما قاله النبي ﷺ، يعرف الأحاديث الواردة، يستفيد من الكتب، لكن لا يعتمد على قول فلان وفلان، يعتمد على الأحاديث والدلائل الشرعية، والقرائن الشرعية لتفيده، ويتثبت في الأمور، ولا يعبر الرؤيا إلا عن بصيرة، وإذا شك، يقول: لعل كذا، لعل كذا، والنبي ﷺ لما سئل عن الرؤيا الصالحة، قال: يحمد الله عليها إذا رأى ما يحب، أو ما يسره، قال: يحمد الله، ويخبر بها من أحب ولما سئل عن إذا رأى الإنسان ما يكره، قال ﷺ: إذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاثًا، ويتعوذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأى -ثلاث مرات-، ثم ينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدًا هذا منهج عظيم بينه النبي ﷺ.
أيها المسلم وأيها المسلمة؛ إذا رأى الإنسان ما يحب مثل يرى أنه يصلي على الوجه الشرعي، يرى أنه يتعلم علمًا يتفقه في الدين، يرى أنه دخل الجنة، وما أشبه ذلك من المرائي الطيبة، يرى أنه يجالس الصالحين والأخيار، يرى أنه في حلقات العلم، هذه رؤية طيبة، يحمد الله، يقول: الحمد لله، إذا استيقظ، الحمد لله، يسر بهذا الشيء، يخبر بها أحبابه ومن أحب، لا بأس.
أما إذا رأى ما يكره، رأى أنه يضرب، أو يتوعد، أو أنه مع الأشرار، أو أنه دخل النار، أو أنه مريض، أو ما أشبه ذلك من الأشياء المكروهة، إذا استيقظ فزع منها، كرهها، فالرسول ﷺ قد أوصاه أنه: يتفل عن يساره ثلاث مرات، ويقول: أعوذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأيت -ثلاث مرات-، ثم ينقلب على جنبه الآخر؛ فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدًا.
وبين ﷺ أن هذه من الشيطان، أن هذه الرؤيا من الشيطان؛ ليحزن الإنسان؛ ليؤذيه، يريه هذه الرؤية ليحزنه ليؤذيه، فلا ينبغي أن يقر الشيطان ويسره، لا؛ بل ينبغي له أن يكون عدوًا للشيطان، يتعوذ بالله من الشيطان، يتفل عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأى، حتى يغيظ الشيطان، ثم ينقلب على جنبه الآخر، كما أمر النبي ﷺ، ولا يخبر به، لا يقول: رأيت رأيت، يتركها، فإنها لا تضره، والحمد لله، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.