الجواب:
يقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] فإذا كنت لا تستطيع الركوع تركع حسب طاقتك؛ وتحني رأسك وظهرك قليلًا حسب طاقتك، ولا بأس ولا حرج، فإن لم تستطع تكبر وتنوي الركوع مع الإمام، وفي النوافل، وأنت رافع فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
وهكذا السجود، من عجز عنه سجد في الهواء خفض رأسه قليلًا حسب طاقته، وقال: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ثم يرفع رأسه.
المقصود: أنه يفعل ما يفعل المصلي، لكن من غير سجود، ولا ركوع حسب طاقته، فإذا عجز عن الركوع كبر للركوع وقال: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، ثم يقول: سمع الله لمن حمده إذا كان منفردًا، وإن كان مع الإمام إذا رفع الإمام يرفع هو ويقول: ربنا ولك الحمد.
وهكذا في السجود إذا عجز يكبر ساجدًا بنية السجود، ويخفض رأسه وظهره حسب طاقته، ويقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، ويدعو ربه، ثم يرفع ويكبر، الله أكبر إن كان وحده، وإن كان مع الإمام إذا رفع الإمام وكبر رفع وكبر فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] والنبي ﷺ يقول -عليه الصلاة والسلام-: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم هذا عام.
هكذا الصيام الذي ما يستطيع الصيام؛ لكونه كبير السن، أو لمرض لا يرجى برؤه؛ يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينًا، نصف صاع، كيلو ونصف عن كل يوم إذا كان كبير السن، أو عجوز كبيرة لا تستطيع الصيام، أو مريض مرضًا لا يرجى برؤه بتقرير الطبيب المختص؛ فهذا لا يلزمه الصوم، ولا عليه الصوم، يطعم عن كل يوم مسكينًا نصف صاع، مقداره كيلو ونصف تقريبًا، يعطيه بعض الفقراء، يجمعه كله ويعطيه بعض الفقراء، ولو فقيرًا وحدًا عن جميع الشهر.
أما من يستطيع القضاء فهذا إذا مرض يفطر، ثم يقضي بعد ذلك، وهكذا المسافر إذا سافر وأفطر يقضي بعد ذلك؛ لأن الله سبحانه يقول: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184] يعني: مريض يستطيع القضاء، وأما إن كان لا يستطيع القضاء لكبر سنه أو عجوز لا تستطيع القضاء لكبر سنها، ما تستطيع الصيام؛ فإنها تفطر وتطعم عن كل يوم مسكينًا، تجمعها وتعطيها بعض الفقراء، والرجل كذلك يعطيه بعض الفقراء، وإن جعل الفقير مسكين يفطر معه كل يوم؛ لأنه لا يستطيع الصوم يفطر عنده كل يوم؛ حصل به المقصود يتعشى عنده كل يوم، فلا بأس لكن إذا أعطاه كفى، والحمد لله، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.