الجواب:
أما صدقة تطوع فلا بأس أن يعطاها كافر فقير، الذي ما هو بحربي يعني: بيننا وبينهم أمان، أو ذمة، أو عهد لا بأس، يقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم في سورة الممتحنة: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8] فأخبر سبحانه أنه لا ينهانا عن هذا، يقول: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ [الممتحنة:8].
البر معناه: الصدقة. وقد قدمت أم أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- على النبي ﷺ في المدينة في أيام الهدنة تسأل بنتها صدقة ومساعدة، فاستأذنت أسماء النبي ﷺ في ذلك، فأذن لها أن تتصدق عليها، وتحسن إليها، وقال: صليها.
فالمقصود: أن الإحسان والصدقة على الفقراء من أقاربك الكفار، أو من غيرهم لا بأس بذلك إذا كان بيننا وبينهم أمان، أو ذمة، أو معاهدة، أما إذا كانوا حربًا لنا في حال الحرب لا، لا نعطيهم شيئًا، لا قليلًا ولا كثيرًا، في حال الحرب؛ لأن هذا موالاة لهم لا نعطيهم لا قليلًا ولا كثيرًا.
أما الزكاة لا، لا يعطاها إلا المؤلفة قلوبهم، الزكاة يعطاها المؤلف، مثل رؤساء العشائر، كبار القوم، الناس الذين إذا أعطوا؛ يرجى إسلامهم، إسلام نظرائهم، يدفعون عن المسلمين الشر؛ لأنهم رؤساء كبار وأعيان، يعطوا من هذه الزكاة؛ لأن الله قال -جل وعلا- في كتابه العظيم: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ [التوبة:60] المؤلفة قلوبهم يدخل فيهم المسلم والكافر، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.