فضل التسبيح والذكر

السؤال:

أحد الأخوات المستمعات تقول: المرسلة (ر. س. عيسى) الأخت (ر. س. عيسى) تسأل وتقول: هل هناك طريقة خاصة لتسبيح الله تعالى، فأنا أحب ذلك كثيرًا؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

الباب واسع والحمد لله، سبحي الله ما شئت، ولو آلاف التسبيح، الحمد لله، لكن هناك تسبيح مخصوص عقب الصلوات، وفي أول النهار وآخره، جاءت به السنة، وعند النوم كذلك افعليه، قد أوضحناه في كتاب جمعناه سميناه (تحفة الأخيار فيما يتعلق بالأدعية والأذكار) تطلبينه من الرياسة العامة من دار الإفتاء بواسطة من ترين من إخوان، أو غيرهم، وسيعطونه -إن شاء الله- ونذكر بعض ذلك:

فيسن في أول النهار أن يسبح الله مائة مرة: سبحان الله وبحمده مائة مرة، وفي أول الليل كذلك سبحان الله وبحمده، أو سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، قال النبي ﷺ: من قالها حين يصبح، وحين يمسي؛ غفرت خطاياه هذا فضل عظيم. 

وهكذا بعد كل صلاة تقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثة وثلاثين مرة بعد الصلوات الخمس، الرجل والمرأة بعد ما يقول: أستغفر الله ثلاثًا، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام! لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون اللهم! لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ذا الجد يعني: ذا الغنى، فلا ينفع ذا الغنى منك غناه، هذا من الجد، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، هذا يستحب للرجل والمرأة بعد كل صلاة من الصلوات الخمس إذا سلم. 

ثم يأتي بالتسبيح: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثة وثلاثين مرة، أي: ثلاثة وثلاثين مرة، سبحان الله والحمد لله... هذا مرة وهكذا يكرر ثلاثة وثلاثين حتى يكون الجميع تسعًا وتسعين، ثلاثة وثلاثين تسبيحة، وثلاثة وثلاثين تحميدة، وثلاثة وثلاثين تكبيرة، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، يقول ﷺ: من قال ذلك؛ غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر وهذا فضل عظيم، فأنا أوصي إخواني من الرجال والنساء المحافظة على هذا بعد كل صلاة.

وهكذا يستحب أن يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مائة مرة، كل يوم مائة مرة، الرجل والمرأة، يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وإن زاد: يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير... حسن، أو قال: بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كله طيب، يقول النبي ﷺ: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة؛ كانت له عدل عشر رقاب يعني: يعتقها وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا رجل عمل أكثر من عمله هذا فضل عظيم. 

فأنا أوصي بهذا الذكر مائة مرة كل يوم، والأحسن في أول النهار حتى يحصل له الحرز من الشيطان في جميع اليوم، يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، وإن قال: يحيي ويميت هو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كله طيب، جاء هذا وهذا في الأذكار، جاء: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

وجاء لفظ آخر: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير.

ولفظ ثالث: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.

ولفظ رابع: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير كله طيب، والحمد لله، كله طيب.

فأنا أوصي بهذا الذكر مائة مرة كل يوم، وإذا زاد الإنسان في أوقات أخرى في الليل والنهار، وذكر الله، وسبح الله مئات المرات كله خير؛ لأن الله أمر بالذكر كثيرًا، قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42] وقال سبحانه: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ إلى أن قال سبحانه في آخرها: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35] وهذه الآية في سورة الأحزاب، ذكر من هذه الخصال الذكر كثيرًا، وأن الله أعد لأهله المغفرة، والأجر العظيم.

وصح عن النبي ﷺ أنه قال في الحديث الصحيح: سبق المفردون قيل: يا رسول الله! ما المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا، والذاكرات يعني: الموحدين، فرد الله، أي: وحد الله.

وقال -عليه الصلاة والسلام-: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات؛ كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل وقال -عليه الصلاة والسلام-: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر وفي لفظ آخر: لا يضرك بأيهن بدأت سواء بدأت بالتسبيح، أو بالتحميد، أوبـ... كله واحد، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أو قلت: الله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، كله طيب، وقال أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فأنا أوصي إخواني جميعًا من الرجال، والنساء، أوصي الجميع بالإكثار من ذكر الله في كل وقت، قالت عائشة -رضي الله عنها-: "كان النبي ﷺ يذكر الله على كل أحيانه" في جميع أوقاته -عليه الصلاة والسلام- "كان يذكر الله في كل أحيانه" -اللهم صل عليه- ... وهو مغفور له، ولكن لطلب الخير لطلب الدرجات، والحسنات. 

فالوصية الإكثار من ذكر الله، ومن التسبيح، والتحميد، والاستغفار، والدعاء في كل وقت، مع المحافظة على الأذكار الواردة عنه ﷺ والمعينة التي عينها ﷺ. 

وهكذا عند النوم، يستحب له عند النوم أن يسبح الله ثلاثًا وثلاثين، ويحمد الله ثلاثًا وثلاثين، ويكبر الله أربعًا وثلاثين عند النوم، أوصى النبي ﷺ بذلك فاطمة وزوجها عليًا، وقال: إن هذا خير لكما من خادم تقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثة وثلاثين مرة، وإذا زدت التكبيرة الرابعة حتى تصير مائة، ثلاثة وثلاثين تسبيحة، ويقول: ثلاثة وثلاثين تحميدة، ويقول: أربعًا وثلاثين تكبيرة، الجميع مائة عند النوم. 

ويستحب له أن يقرأ آية الكرسي عند النوم، ويقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1] والمعوذتين عند النوم ثلاث مرات قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] يقرؤها ثلاث مرات عند النوم، كان النبي يفعل هذا -عليه الصلاة والسلام- وفق الله الجميع، نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة