الحكم على حديث: (العبد المسلم إذا بلغ أربعين سنة...)

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول: المرسلة (نورة . أ. أ) من الرياض، أختنا لها ستة أسئلة في سؤالها الأول تقول: ما صحة هذا الحديث جزاكم الله خيرًا: روى الحافظ الموصلي عن عثمان عن النبي ﷺ قال: "العبد المسلم إذا بلغ أربعين سنة؛ خفف الله تعالى حسابه، وإذا بلغ ستين سنة؛ رزقه الله تعالى الإنابة إليه، وإذا بلغ سبعين سنة؛ أحبه أهل السماء، وإذا بلغ ثمانين سنة؛ ثبت الله تعالى حسناته، ومحا سيئاته، وإذا بلغ تسعين سنة؛ غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشفعه الله تعالى في أهل بيته، وكتب في السماء أسير الله في أرضه" أخرجه الحافظ الموصلي، وروي من غير هذا الوجه في مسند الإمام أحمد. ثم إني قرأت هذا الحديث في كتاب مختصر تفسير ابن كثير -جزاكم الله خيرًا- وإذا كان هذا الحديث صحيحًا فاشرحوه لنا بالتفصيل؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله، وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فهذا الحديث لا أعلم له سندًا صحيحًا، ومقتضى الأحاديث الصحيحة والآيات القرآنية تدل على عدم صحته، فالإنسان وإن كبرت سنه مأخوذ بسيئاته إلا أن يتوب إلى الله منها.

فالحاصل: أن هذا الحديث لا أعلم له سندًا يعتمد عليه صحيحًا، والواجب على كل مسلم وإن بلغ التسعين، وإن بلغ المائة -ما دام عقله معه- أن يحذر السيئات، وأن يبتعد عنها، وأن يبادر بالتوبة مما يقع منه، وهكذا المرأة وإن كانت كبيرة السن، يجب على كل مسلم من رجال ونساء أن يحذر المعاصي، وأن يتوب إلى الله منها، وإن كانت سنه كبيرة، وإن كان في مائة العام، وأكثر من ذلك.

الواجب الحذر؛ لأن الله -جل وعلا- حرم المعاصي على المكلفين، وتوعد عليها بالعقوبات إلا من تاب إليه  فالواجب على جميع المؤمنين من الرجال والنساء التوبة إلى الله من جميع الذنوب، والحذر من اقترافها مطلقًا في جميع أوقات العمر، وإن كبرت السن، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية، نعم.

المقدم: اللهم آمين جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة