أسباب إجابة الدعاء وأفضل أوقاته

السؤال:

قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] ما هي نصيحتكم -جزاكم الله خيرًا- للمسلم الذي يطمح في أن يكون مستجاب الدعوة؟ وما هو أفضل الدعاء، وأفضل أوقات استجابة الدعاء؟ 

الجواب:

المؤمن إذا رغب في استجابة الدعاء؛ فعليه أن يحرص على الإخلاص لله في دعائه، والخضوع لله، وإحضار القلب بين يدي الله، والحذر من المعاصي، ومن أكل الحرام، كل هذه من أسباب الإجابة، كونه يجتهد في أن يكون ملبسه حلالًا، مشربه حلالًا، مطعمه حلالًا، داره استأجرها، أو اشتراها من الحلال، يعني: يجتهد في أن تكون جميع تصرفاته على الوجه الذي أباحه الله، ويتباعد عن الأكساب المحرمة، هذا من أسباب الإجابة. 

ومن أوقات الإجابة كونه يدعو الله في آخر الليل، الثلث الأخير، بين الأذان والإقامة، في جوف الليل، في السجود، كل هذا من أوقات الإجابة، وإذا كان متطهرًا، مستقبلًا القبلة، رافعًا يديه، خاضعًا لله، قد جمع قلبه على الله؛ كان هذا من أسباب الإجابة أيضًا.

فالمؤمن يتحرى الأوقات المناسبة، والحالة المناسبة، والدعوات المناسبة، ويبتعد عما حرم الله من الأكساب، والمعاصي، هذا من أسباب الإجابة.

أما التلطخ بالمعاصي، أو بالحرام من الربا، أو سرقة أموال الناس، أو الغش في المعاملات، أو الخيانة، كل هذه من أسباب حرمان الإجابة، نسأل الله العافية.

صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: إن الله تعالى طيب، ولا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172].

والطيبات يعني: الحلال، الشيء الذي أباحه الله لعباده، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب! يا رب! قال النبي ﷺ: ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك يقول النبي ﷺ: أنى يستجاب لمثل هذه؟ يعني بعيد أن يستجاب لمثل هذا! نسأل الله العافية، لكونه قد تلطخ بالحرام.

فالواجب الحذر، الواجب على المسلم الحذر من أكل الحرام، من ظلمه للناس، من سرقته أموال الناس، أكل الربا، الغش في المعاملات، الكذب في المعاملات، إلى غير ذلك من أسباب المكاسب الحرام، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة