كيف نصلي صلاة الوتر؟

السؤال:

من المستمعة (س. أ. ع) من الأردن رسالة ضمنتها بعض الأسئلة في أحدها تقول: كيف نصلي صلاة الوتر؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

صلاة الوتر سنة سنها الرسول الله ﷺ قولًا وفعلًا، كان يوتر من الليل -عليه الصلاة والسلام- وأرشد الناس إلى ذلك، فقال -عليه الصلاة والسلام-: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح؛ صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى متفق على صحته، وقال -عليه الصلاة والسلام-: الوتر حق، فمن أحب أن يوتر بخمس؛ فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث؛ فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة؛ فليفعل.

وكان ﷺ يوتر كل ليلة، والغالب أنه كان يوتر بإحدى عشرة، يسلم من كل ثنتين، ويوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاث عشرة، وربما أوتر بتسع، وربما أوتر بأقل من ذلك.

فالسنة للمؤمن والمؤمنة التهجد بالليل، والإيتار في أول الليل، أو في وسطه، أو في آخره، والأفضل في آخر الليل، لقول النبي ﷺ: من خاف ألا يقوم من آخر الليل؛ فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل؛ فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل رواه مسلم في صحيحه.

وقال -عليه الصلاة والسلام-: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني؛ فأستجيب له، من يسألني؛ فأعطيه، من يستغفرني؛ فأغفر له حتى يطلع الفجر متفق على صحته.

وهذا النزول يليق بالله، هذا النزول يليق بالله  لا يعلم كيفيته إلا هو  كالاستواء، والضحك، والرضا، والغضب، كلها صفات تليق بالله، لا يشابه فيها خلقه  يجب أن تمر كما جاءت من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، كما قال الله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] وقال : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4] فليس نزوله كنزولنا، وليس غضبه كغضبنا، وليس ضحكه كضحكنا، وليس سمعه كأسماعنا وهكذا بقية الصفات، له الكمال المطلق في كل شيء، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].

فالإيتار في آخر الليل أفضل، ولو بواحدة، لكن إذا أوتر بثلاث، أو بخمس، أو بأكثر؛ فهو أفضل، يسلم من كل ثنتين، ثم يوتر بواحدة، وإن أوتر في أول الليل قبل أن ينام؛ فلا بأس إذا كان يخشى ألا يقوم، أو في وسط الليل كله حسن، لكن أفضل ذلك آخر الليل في الثلث الأخير، هذا هو الأفضل، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة