الجواب:
لا منافاة النبي قال: بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس وفي لفظ يصلحون ما أفسد الناس من سنتي، وفي لفظ: يحيون ما أمات الناس من سنتي.
فالغربة في أول الإسلام صار بعدها الانتشار وصار بعدها الظهور والقوة والنصر على أعداء الله، ثم جاء النقص بعد ذلك بسبب اختلاف الناس وميلهم عن الحق واتباع الهوى من الأكثرين، وبعد الغربة التي في آخر الزمان يكون بعدها انتشار، ويكون بعد صلاح، ويكون بعدها قوة، ويكون بعدها اتحاد على دين الله إذا كثر الصلحاء المحيين لسنة الله ، فيكون بعد الغربة قوة ونشاط واجتماع على الحق كما كان بعد الغربة الأولى.
ونحن الآن في بدء هذا الصلاح والحركات الإسلامية كثيرة، تنشد الإصلاح وتطلب الخير وتطلب تحكيم شريعة الله، وتدعو إلى اتباع كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ونحن ننتظر هذا الظهور وهذا الإصلاح إن شاء الله، وسيكون قريبًا بحول الله ، سيكون قريبًا ظهور هذا الدين وانتشاره.
وسيكون قريبًا إن شاء الله انتشار الدعاة إليه والمصلحين وسيكون قريبًا دخول الناس في دين الله أفواجًا كما دخلوا في أول الإسلام أفواجًا، ولهذا أسباب وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بما يدل على ذلك في أحاديث كثيرة، وسوف يتحقق هذا بكل معنى في عهد عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل من السماء وقتل الدجال، وحكم بين الناس بالإسلام ولم يقبل إلا الإسلام أو السيف، أخبر النبي ﷺ أن الله جل وعلا يهلك في زمانه الأديان كلها ويستقيم الإسلام وتكون العبادة لله وحده والسجدة لله وحده في الأرض.