حكم دعاء أصحاب القبور والنذر لهم والاستغاثة بهم

السؤال:

لها سؤال آخر تقول فيه: يوجد عندنا مقام، ويدعي الناس أنه موجود فيه قبر الخضر فيأتون إلى هذا المقام، ويأخذون معهم الشموع والحلوى، وعندما يدخلون فيه؛ يضيئون الشموع، ويبدؤون بالدعاء، والنذر عند هذا القبر، فهل هذا بدعة؟ وجهونا مأجورين.

الجواب:

الخضر مات من دهر طويل، والصواب أنه مات قبل بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو رجل صالح، وذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه نبي، وهو الأرجح بظاهر القرآن الكريم، ولكن لا يعرف قبره، والذي يقال عندكم إنه قبره كذب لا صحة له، ولو عرف ما جاز أن يغلى فيه، ولا أن ينذر له، ولا أن يدعى من دون الله، ولا أن يتبرك به، ولا يبنى عليه، بل هذا منكر عظيم، بل النذر للخضر، أو دعاؤه من دون الله من الشرك الأكبر، كدعاء الأنبياء والصالحين، والاستغاثة بهم، كله شرك أكبر، الله يقول سبحانه: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، ويقول سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117].

فلا يجوز للرجل، ولا للمرأة دعاء الخضر، ولا الاستغاثة به، ولا النذر له، ولا الطواف بما يدعى أنه قبر له، كل هذا لا يجوز، بل من الشرك الأكبر، دعاؤه، والنذر له، والاستغاثة به من الشرك الأكبر، والطواف بقبر يدعى أنه قبر الخضر، أو غيره، الطواف بالقبور؛ طلبًا للكرم من أهلها، والفائدة من أهلها شرك أكبر.

فالواجب على جميع من يأتي هذا القبر أن يترك ذلك، وأن يحذره، والواجب على الدولة إذا كانت مسلمة أن تهدم هذا، وتزيله؛ لأنه كذب لا صحة له، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة