الجواب:
الصدقة الجارية يعني المستمرة التي تبقى بعد موت الشخص، وتستمر حسب التيسير، قوله ﷺ: إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له فإذا سبل بيتًا مثلًا؛ تصرف أجرته في أعمال الخير، في الصدقة على الفقراء، في مساعدة طلبة العلم، في الحج، في العمرة، في الأضاحي، كل هذه صدقة جارية، أو سبل أرضًا؛ تدفع الإيجار، وتصرف الأجرة في أعمال الخير، أو دكانًا، يعني حانوتًا؛ يؤجر، تصرف أجرته في أعمال الخير، كل هذه صدقة جارية.
وهكذا لو جعل في بيته شيئًا معلومًا، قال: في بيتي كل سنة مائة ريال، أو ألف ريال يتصدق به على الفقراء، يبقى في البيت والورثة.
وهكذا من صار إليه البيت، ولو بالشراء يخرج هذه الصدقة الجارية.
وأما العلم النافع معناه تعليم الطلبة، تعليم الناس العلم، الطلبة الذين يخلفهم ينتفع بتعليمهم الناس، يكون له أجر في تعليم الناس، وانتفاعهم بالعلم هم أيضًا، انتفاعهم بالعلم، وكذلك نفعهم للناس، بالعلم، بالإفتاء، والتعليم، والتذكير، ونحو ذلك، يكون له أجر في ذلك، لهم أجر، وله أجر؛ لقوله ﷺ: من دل على خير؛ فله مثل أجر فاعله فهو له أجر التعليم والدلالة، ولهم أجرهم هم أيضًا بالتعليم والدلالة على الخير، وفضل الله واسع.
هكذا لو خلف مؤلفات نافعة هو من تعليم العلم أيضًا، الأئمة الذين خلفوا كتبًا نافعة، أجرهم باقٍ، مثل البخاري، مسلم، أبي داود، الترمذي، النسائي، وغيرهم لهم أجر هذه الكتب النافعة التي خلفوها -رحمة الله عليهم- وهكذا كل مسلم يخلف كتابًا نافعًا مفيدًا، ينفع الناس له أجره، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، من ورث مكتبته -سماحة الشيخ- أو أهداها إلى إحدى دور العلماء مثلًا؟
الشيخ: كذلك إذا كان عنده مكتبة فيها كتب نافعة مفيدة، وجعلها في المكتبات العامة النافعة، أو وقف عليها شيئًا من ماله، وكل عليها من يلاحظها، ويعتني بها، ويفتحها للناس يكون له أجر ذلك.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.