فضيلة الصلاة في المسجد الحرام لا تسقط أداء الفرائض

السؤال:

نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة المستمع: (ع. ف. غ)، أخونا عرضنا جزءًا من أسئلته في حلقةٍ مضت، وفي هذه الحلقة بقي له جمع آخر من الأسئلة، في أحد أسئلته يقول: جاء عن الرسول ﷺ أن الصلاة في الحرم المكي بألف صلاة، يرى بعض المسلمين أن ذلك يجزئ عن ألف صلاة، صححوا هذا المفهوم؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فالحديث الوارد في ذلك ليس بألف صلاة، بل بأكثر، يقول ﷺ: صلاة في مسجدي هذا يعني: المدينة خير من ألف صلاة فيما سواه، وصلاة في المسجد الحرام خير من مائة صلاة في مسجدي هذا.

فدل ذلك على أن الصلاة في المسجد الحرام خير من مائة ألف صلاة، في غير مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- ولكن هذا في الفضل والأجر، هذا في الفضل والأجر، ولا يجوز أن يكتفى بذلك عن صلاةٍ واحدة، كيف بمائة ألف صلاة، بل يجب على المؤمن أن يصلي الصلوات كلها في وقتها، وألا يترك منها شيئًا، ولو صلى في المسجد الحرام آلاف الصلوات، لا تجزي عما أوجب الله عليه من الصلوات، إنما هذا في الفضل والأجر فقط، وإلا فعليه أن يصلي الصلوات في أوقاتها، في المسجد الحرام، وفي غيره، الظهر، العصر، المغرب، العشاء، ولا يجزي عن ذلك كونه صلى في المسجد الحرام، صلاةً أو أكثر، ضوعفت له بمائة ألف صلاة.

هذا في الأجر، ولكن أداء الفرائض واجب عليه، في جميع الأوقات، ولا يسقط ذلك عنه كونه صلى في المسجد الحرام صلاةً، أو أكثر، بل هذا من الفهم الباطل، وهذا من أقبح الفهم، فهو مخالف لما عليه أهل العلم جميعًا، وهو باطل بإجماع المسلمين، فالمضاعفة للصلوات في المسجد الحرام، وفي مسجد النبي ﷺ لا تسقط شيئًا من فرائض الصلاة، أبدًا. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة