حكم من تشك في حرمة الطعام الذي يقدم لها

السؤال:

من سوريا المستمعة (أ. هـ) رسالة ضمنتها عددًا من الأسئلة عرضنا بعضًا منها في حلقات مضت، وفي هذه الحلقة نعرض البعض الآخر -إن شاء الله تعالى-تقول في أحد أسئلتها: إذا كنت أشك في الطعام الذي آكله بأنه حرام أي: لست متأكدة أنه حلال، وأكلت منه، فما حكم ذلك؟ وإذا زرت أحد أقاربي، وأكلت عندهم مما ضيفوني به، وإذا كنت لست متأكدة أنه حلال فماذا أفعل، وإن أكلته فعلي إثم؟ أفيدوني، ووجهوني، جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

الأصل -يا أخت في الله- الحلال، ودعي عنك الشكوك، وكلي مما يسر الله لك، وهكذا عند أقاربك، وجيرانك، ودعي الشك، والأوهام، واحملي أهل بيتك، وجيرانك وأقاربك على أحسن المحامل، ودعي الشكوك التي تسبب النفرة، وترك الطعام الذي أحل الله -جل وعلا- في بيتك، أو في بيت جيرانك، وأقاربك، هذا هو الأصل، الله -جل وعلا- أحل لنا الطيبات، وحرم علينا الخبائث، فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [البقرة:168].

فهذه الوساوس من خطوات الشيطان، فدعيها، واحذريها، واحملي ما قدم لك من أبيك، أو أمك، أو أولادك على الحلال، وهكذا ما قدم لك من جيرانك إذا زرتيهم؛ احملي على الحلال، إلا إذا تيقنت أن هذا حرام، أن هذا لحم محرم يعني: من لحوم الكلاب.. من الميتة، حتى تيقني أن الشيء محرم، أو أنه لم يذبح على اسم الله، يعني: صاحبه تعمد ترك التسمية، ولم يبال، إلى غير هذا.

المقصود: الواجب عليك حسن الظن، والبعد عن الشكوك والأوهام، فإذا جزمت يقينًا أن هذا الطعام محرم؛ فدعيه، لا من طريق الوساوس، بل من طريق الجزم، جزمت بأن هذا الخبز مسروق، جابته فلانة، سرقته، أو غصبته من إنسان؛ لا تأكلي إذا علمت هذا، أو علمت أن هذا اللحم مسروق، أو أنه لحم حيوان محرم: كالحمير، والبغال، والكلاب وما أشبه ذلك، أو أنه لحم لم يسم عليه اسم الله عمدًا، وإلا عاد الناسي والجاهل يعفى عنه، الحمد لله، نسأل الله العافية، نعم.

المقدم: اللهم آمين.  

فتاوى ذات صلة