حكم طاعة الوالدين في عدم أداء العمرة

س: إذا أمرني والداي بأن أترك أصحابا طيبين وزملاء أخيارًا وألا أسافر معهم لأقضي عمرة، مع العلم بأني في طريقي إلى الالتزام. فهل تجب علي طاعتهما في هذه الحالة؟

ج: ليس عليك طاعتهم في معصية الله، ولا فيما يضر؛ لقول النبي ﷺ: إنما الطاعة في المعروف وقوله ﷺ: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فالذي ينهاك عن صحبة الأخيار لا تطعه، لا الوالدان ولا غيرهما، ولا تطع أحدا في مصاحبة الأشرار أيضا، لكن تخاطب والديك بالكلام الطيب، وبالتي هي أحسن، كأن تقول: يا والدي كذا، ويا أمي كذا، هؤلاء طيبون، وهؤلاء أستفيد منهم وأنتفع بهم ويلين قلبي معهم وأتعلم العلم وأستفيد، فترد عليهم بالكلام الطيب والأسلوب الحسن لا بالعنف والشدة، وإذا منعوك فلا تخبرهم بأنك تتبع الأخيار وتتصل بهم، ولا تخبرهم بأنك ذهبت مع أولئك إذا كانوا لا يرضون بذلك.
ولكن عليك ألا تطيعهم إلا في الطاعة والمعروف. وإذا أمروك بمصاحبة الأشرار، أو أمروك بالتدخين أو بشرب الخمر أو بالزنا أو بغير ذلك من المعاصي فلا تطعهم ولا غيرهم في ذلك، للحديثين المذكورين آنفا. وبالله التوفيق[1].

  1. مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (6/161).
فتاوى ذات صلة