ج: غزوة الخندق محنة عظيمة امتحن الله بها المسلمين وأقام بها الحجة على الكافرين، ونصر بها رسوله ﷺ وعباده المؤمنين، فقد اجتمع فيها أحزاب الكفار وغزوا المدينة، ولذلك تسمى غزوة الأحزاب، والرسول ﷺ حفر خندقًا حول المدينة وأشار عليه بهذا سلمان الفارسي وصار هذا الخندق بينه وبين الأعداء، ونفع الله به كثيرًا، وبقي الكفار محاصرين المدينة نحو شهر.
وفي هذه الغزوة أنزل الله تعالى قوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا [الأحزاب: 9 - 12].
هكذا ظهر النفاق والعياذ بالله، فالمشركون تجمعوا لمحاربة رسول الله ﷺ، ويقال لها: غزوة الأحزاب؛ لأن قريشًا جمعت أحزابا كثيرة من غطفان وغير غطفان، ومن الأحابيش وغيرهم، حتى قال أصحاب السير: إنهم عشرة آلاف قصدوا المدينة للقضاء على النبي ﷺ وأصحابه، ولكن الله خيب ظنهم، وردهم خائبين خاسئين، والحمد لله، وأنزل الله عليهم جنودًا لم يروهم من الملائكة، وأرسل عليهم ريحًا زلزلهم الله جل وعلا بها، وشتت شملهم، وردهم خائبين، سبحانه وتعالى.
وقد بلغت الشدة مع المسلمين أمرًا عظيمًا، وظهر النفاق، وقال المنافقون: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا [الأحزاب: 12] يعني: ما وعدنا الله من النصر إلا غرورا. هذا ظن الكافرين والمنافقين أعاذنا الله من شرهم.
وليست غزوة الخندق مشابهة لحوادث الساعة من كل الوجوه، بل هي أعظم وأشد بالنسبة إلى غير أهل الكويت، أما مصيبة الكويت فهي أشد؛ لكونهم أخرجوا من بلادهم ونهبت أموالهم وسفكت دماء الكثير منهم، عامل الله من ظلمهم بما يستحق، وأدار عليه دائرة السوء، إنه سميع قريب[1].
وفي هذه الغزوة أنزل الله تعالى قوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا [الأحزاب: 9 - 12].
هكذا ظهر النفاق والعياذ بالله، فالمشركون تجمعوا لمحاربة رسول الله ﷺ، ويقال لها: غزوة الأحزاب؛ لأن قريشًا جمعت أحزابا كثيرة من غطفان وغير غطفان، ومن الأحابيش وغيرهم، حتى قال أصحاب السير: إنهم عشرة آلاف قصدوا المدينة للقضاء على النبي ﷺ وأصحابه، ولكن الله خيب ظنهم، وردهم خائبين خاسئين، والحمد لله، وأنزل الله عليهم جنودًا لم يروهم من الملائكة، وأرسل عليهم ريحًا زلزلهم الله جل وعلا بها، وشتت شملهم، وردهم خائبين، سبحانه وتعالى.
وقد بلغت الشدة مع المسلمين أمرًا عظيمًا، وظهر النفاق، وقال المنافقون: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا [الأحزاب: 12] يعني: ما وعدنا الله من النصر إلا غرورا. هذا ظن الكافرين والمنافقين أعاذنا الله من شرهم.
وليست غزوة الخندق مشابهة لحوادث الساعة من كل الوجوه، بل هي أعظم وأشد بالنسبة إلى غير أهل الكويت، أما مصيبة الكويت فهي أشد؛ لكونهم أخرجوا من بلادهم ونهبت أموالهم وسفكت دماء الكثير منهم، عامل الله من ظلمهم بما يستحق، وأدار عليه دائرة السوء، إنه سميع قريب[1].
- مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (6/163).