ما الوقت الأفضل لصلاة التهجد؟

السؤال:

يقول: أرجو إرشادي عن صلاة التهجد إذ أني أصليها في الحادية عشرة ليلًا، وأتلو فيها القرآن جهرًا، هل لها ميعاد غير ذلك؟

الجواب:

الصلاة في جوف الليل، وآخر الليل أفضل، وإن صليتها في أوله قبل أن تنام فلا بأس، والصلاة في جوف الليل أفضل، وفي آخر الليل أفضل وأفضل، وإن صليتها بعد صلاة العشاء قبل أن تنام خوفًا أن لا تقوم فلا بأس بذلك.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، يقول.. 

الشيخ: أعد، أعد.. أعد السؤال.

المقدم: يقول: أرجو إرشادي عن صلاة التهجد إذ أني أصليها في الحادية عشرة ليلًا، وأقرأ فيها القرآن جهرًا، هل هناك وقت أفضل من ذلك؟

الشيخ: آخر الليل أفضل، في جوف الليل طيب، لكن آخر الليل أفضل، لقول النبي ﷺ: من خاف ألا يقوم من آخر الليل؛ فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل؛ فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل رواه مسلم في صحيحه؛ ولقوله ﷺ: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له وفي لفظ آخر يقول -جل وعلا-: هل من سائل فيعطى سؤله، هل من مستغفر فيغفر له، هل من تائب فيتاب عليه هذا في الثلث الأخير، وهذا أفضل الأوقات للتهجد، والعبادة.

وهذا النزول يليق بالله، لا يشابه نزول المخلوقين، هذا النزول ثابت في الأحاديث الصحيحة المتواترة، وهو نزول يليق بالله، مثل الاستواء، ومثل الغضب، والرضا كلها تليق بالله، لا يشابه خلقه في استوائه على عرشه، ولا يشابه خلقه في غضبه، ورضاه، ولا يشابه خلقه في كلامه، ومحبته، ونحو ذلك، وهكذا النزول، نزول يليق بالله، لا يعلم كيفيته إلا هو  لكنه لا يشابه خلقه في شيء من الصفات، لقوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] ولقوله سبحانه: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ [النحل:74] وقوله : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[الإخلاص:4]  وهذه قاعدة عند أهل السنة والجماعة، قاعدة أن جميع أسماء الرب، وصفاته كلها تليق به، وأسماؤه كلها نعوت.. كلها صفات: الرحمن.. الرحيم.. العليم.. الحكيم.. السميع.. البصير، هي أسماء، وهي نعوت، وصفات، كلها تليق بالله، يجب إثباتها لله إثباتًا بريئًا من التمثيل، ويجب أن ينزه الله سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيهًا بريئًا من التعطيل.

فأهل الحق من أهل السنة والجماعة يثبتون صفات الله، وأسماءه، ويمرونها كما جاءت، مع الإيمان بها، واعتقاد أنها حق على الوجه اللائق به سبحانه، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته -جل وعلا- هذا هو قول أهل الحق من أهل السنة، والجماعة من الصحابة، وأتباعهم، والتابعين، وأتباع التابعين، كمالك، والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، والثوري، وغيرهم من أئمة الإسلام، كلهم هذه عقيدتهم تابعين في ذلك للنبي ﷺ ولأصحابه  وأرضاهم. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة