الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.. أما بعد.
فينبغي أن يعلم أن الأحكام الشرعية إنما تؤخذ عن الله، وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- لا عن آراء الناس، فالأحكام التي يحكم بها على العباد في كفر، أو إيمان، أو طاعة، أو معصية إنما تؤخذ عن الله، وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- فمن ترك الصلاة فقد حكم عليه الرسول ﷺ بأنه كافر، كما أن من أشرك بالله، وعبد معه غيره فقد حكم الله عليه ورسوله بأنه كافر، وهكذا من استهزأ بالله، ودينه حكم الله عليه بأنه كافر.
وهناك أحاديث أخرى كلها تدل على كفر تارك الصلاة؛ لأنها عمود الإسلام، وأعظم الأركان بعد الشهادتين، فلهذا كفر تاركها، وإذا أسلم لا يؤمر بالقضاء؛ لأن الرسول ﷺ لم يأمر الذين ارتدوا، ثم أسلموا أن يقضوا، بل قبل منهم إسلامهم، ولم يأمرهم بالقضاء، وهكذا الصحابة لما قاتلوا أهل الردة لم يأمروهم بالقضاء بعدما أسلموا؛ لأن الإسلام يجب ما قبله، الإسلام توبة عظيمة تهدم ما قبلها؛ ولأن مطالبة الإنسان بقضاء ما فاته في حال الردة قد ينفره من الإسلام، قد يحول بينه وبين الدخول في الإسلام، فكان من حكمة الله ومن إحسانه إلى عباده أن جعل الإسلام يهدم ما كان قبله، يقول النبي ﷺ: الإسلام يهدم ما كان قبله فمن أسلم غفر الله له ما مضى من شرك، وغيره.
أما من ترك الصيام فإنه مسلم لا يكون كافرًا إذا كان لم يجحد الوجوب، إذا كان ما جحد وجوب صوم رمضان، بل يعلم أنه واجب عليه، ولكن تكاسل، فأفطر في بعض الأحيان، هذا يكون عاصيًا، وعليه القضاء، والتوبة إلى الله . نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.