الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فالمحاماة لها خطر عظيم، وهي وكالة في المخاصمة عن الشخص الموكل، فإن كان الوكيل وهو المحامي يتحرى الحق، ويطلب الحق ويحرص على إيصال الحق إلى مستحقه، ولا يحمله كونه محاميًا على نصر الظالم، وعلى التلبيس على الحكام والقضاة ونحوهم؛ فإنه لا حرج عليه؛ لأنه وكيل.
أما إذا كانت المحاماة تجره إلى نصر الظالم وإعانته على المظلوم، أو على تدليس الدعوى، أو على طلب شهود الزور أو ما أشبه ذلك من الباطل، فهي محرمة وصاحبها داخل في عداد المعينين على الإثم والعدوان.
وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا. قالوا: يا رسول الله! نصرته مظلومًا فكيف أنصره ظالمًا؟ قال: تحجزه عن الظلم يعني: تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه فهذا هو نصر الظالم أن يمنع من الظلم وأن لا يعان على الظلم.
فإذا كان المحامي يعينه على الظلم فهو شريك له في الإثم وعمله منكر وهو متعرض لغضب الله وعقابه نسأل الله العافية، وهكذا كل وكيل وإن لم يسم محاميًا ولو سمي وكيلًا، إذا كان يعين موكله على الظلم والعدوان وعلى أخذ حق الناس بالباطل فهو شريك له في الإثم وهو ظالم مثل صاحبه، نسأل الله للجميع العافية والهداية والسلامة.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، كأني بسماحة الشيخ ينصح بعدم الاشتغال بهذه المهنة؟
الشيخ: نعم. أنصح بعدم الاشتغال بها إلا لمن وثق من نفسه بأنه يتحرى الشرع، ويعين على تحقيق الشرع، وينصر المظلوم، ولا يعين الظالم، أما إذا كانت نفسه تميل إلى أخذ المال بغير حق، وإلى مناصرة من وكله ومن جعله محاميًا عنه؛ فهذا لا يجوز له بل يجب الحذر.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.