الجواب:
هذا الحديث الذي ذكره السائل حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة والعرف: الريح، وهذا وعيد شديد هذا الحديث من أحاديث الوعيد التي عند السلف تجرى على ظاهرها؛ لأن ذلك أعظم في الزجر، وحكمه حكم سائر أهل المعاصي.
لكن إذا تاب إلى الله من ذلك فإن الله جل وعلا يتوب عليه، كل ذنب متى تاب صاحبه منه ولو كان من الشرك الأكبر إذا تاب صاحبه توبة صادقة توبة نصوحًا تاب الله عليه، يقول الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [التحريم:8]، ويقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31] ويقول النبي ﷺ: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
فالذي تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله من أجل الوظيفة، أو من أجل أغراض أخرى؛ فإن عليه التوبة إلى الله من ذلك، والله يمحو عنه ما حصل من النية الفاسدة وهو ذو الفضل العظيم وما حصله من أثر الوظيفة بعد ذلك لا يضره، ما حصل من معاشات أو مرتبات ومن غير ذلك على أثر الشهادة التي حصلها بهذا العلم هو له حلال وعليه التوبة إلى الله مما حصل من النية الفاسدة، والله ولي التوفيق.