الجواب:
هذا الحديث صحيح رواه البخاري ومسلم في الصحيحين وفيه: إن الله خلق آدم على صورته، والضمير على الراجح يعود إلى الرب وقد أنكر ذلك بعض أهل العلم، وخطأهم المحققون من أهل العلم كالإمام أحمد رحمه الله وإسحاق بن راهويه وجماعة آخرين بينوا أن الضمير يعود على الله، وهكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم وغيرهم، قالوا: إنه يعود على الله، والمعنى: أن الله خلق آدم على صورته سميعًا بصيرًا متكلمًا مختارًا، وليس معناه التمثيل والتشبيه؛ لأن الله سبحانه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4] فمعنى على صورته بلا كيف، ولا تمثيل، هذا هو الحق، وهذا هو الصواب.
وقد جمع أخونا في الله العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رسالة في هذا وجمع فيها الأحاديث، ونقل فيها كلام أهل العلم وهي رسالة مفيدة مطبوعة.
وقد يظن بعض الناس أن هذا يقتضي التمثيل، وليس الأمر كذلك؛ ولهذا ذكر العلامة الإمام ابن خزيمة رحمه الله في كتابه؛ كتاب التوحيد، إنكار عودة الضمير على الله فرارًا من التشبيه، وليس الأمر كذلك؛ ولهذا قال أهل العلم: إنه لا تشبيه في ذلك كالإمام أحمد رحمه الله ابن حنبل، والإمام إسحاق بن راهويه، وآخرين من أهل العلم، وابن قتيبة في مختلف الحديث، والذهبي، وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم، فالمقصود: أنه حديث صحيح والضمير يعود فيه على الله .
ولهذا في حديث آخر رواه أحمد وغيره: خلق آدم على صورة الرحمن فأوضح الضمير، وبين أنه يعود على الله فهو على صورة الرحمن من حيث أنه سميع بصير متكلم إذا شاء، إلى غير ذلك.
وليس معنى ذلك التمثيل والتكييف فلا؛ لأن الله ليس له مثل ولا شبيه كما قال : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11]، قال : فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ [النحل:74]، والنبي ﷺ ليس قصده التمثيل، وإنما قصده إخبار بشرف آدم، وأن آدم شرفه الله بأن خلقه على صورته؛ ولهذا نهى عن ضرب الوجه، قال: إن الله خلق آدم على صورته .
فلا يجوز لمؤمن ضرب الوجه، لا يجوز ضرب الوجه ولا الوشم في الوجه، بل يجب تجنب ذلك عملاً بالحديث الصحيح الذي فيه النهي عن ذلك. نعم.