الجواب:
الله أعلم، المعروف عند أكثر الفقهاء أنه تعبدي وأنه غير معلوم الحكمة والعلة، وأن الله سبحانه شرع لنا أن نتوضأ من لحوم الإبل والله أعلم بالحكمة والعلة في ذلك، قال بعض أهل العلم: إنها خلقت من الشياطين، وإن لها نفورًا يشبه حال الشياطين إذا استنفرت، وأن هذا من أجل أن لحومها تسبب شيئًا من القسوة وشيئًا من الشيطنة فيكون في الوضوء إطفاء لذلك، ولكن ليس هذا بأمر واضح ولا أعلم دليلًا واضحًا عليه، فالأقرب ما قاله الأكثرون أنه تعبدي والله سبحانه هو الأعلم بالحكمة والعلة في ذلك.
والمؤمن عليه أن يمتثل أمر الله ورسوله وإن لم يعرف الحكمة، كما أنا نصلي الظهر أربعًا في الإقامة والعصر أربعًا والعشاء أربعًا والمغرب ثلاثًا والفجر ثنتين، وليس عندنا علم يقيني بالحكمة في جعلها أربعًا أي: الظهر والعصر والعشاء والمغرب ثلاثًا والفجر ثنتين، ففي الإمكان أن يفرضها الله لو شاء تكون الظهر ثمانًا أو سبعًا أو ستًا، وهكذا العصر والعشاء، وفي الإمكان أن تكون المغرب بدل ثلاث خمسًا.. وهكذا فلله الحكمة البالغة فيما فرض وعين جل وعلا.
وهكذا فرضه رمضان في شهر واحد وإن كان العلة في الجملة التخفيف على الأمة لكن لا نعلم الحكمة العينية في جعل رمضان فرضًا دون غيره من الشهور وكونه شهرًا كاملًا، لو شاء ربنا لجعله خمسة عشر يومًا أو عشرين يومًا، فلله الحكمة البالغة في تخصيص هذا الشهر، وهكذا أشياء كثيرة من العبادات لا نعلم علتها وحكمتها. نعم.