حكم إطعام الحيوان أكثر من طاقته لأجل تسمينه

السؤال:

أخونا يسأل هذا السؤال ويقول: فتح فم الطير وإعطاؤه الحبوب، وربما تكون أكثر من طاقته حتى يسمن بسرعة، هل هذا جائز أو لا؟

الجواب:

هذا فيه تفصيل: يخشى منه، إذا كان الطائر مريض يعني: يحتاج إلى من يلقمه، فلا بأس يعطى قدر الحاجة، مع الاحتياط لئلا يضره، فأما إذا كان الطائر يلقط بنفسه، ويأكل بنفسه فلا حاجة إلى هذا العمل؛ لأن هذا قد يضره ويؤذيه، ونحن مأمورون بالرفق بالحيوان، وعدم إيذائه، وعدم ظلمه، وعدم ضربه، إلا من حاجة، فكونه يعطيه الطعام مع فمه بالقوة لقصد أن هذا يكون تسمينًا له فهذا لا ينبغي؛ لأنه يخشى فيه الضرر.

فالمقصود: أن الواجب التفصيل: إذا كان الطائر والحيوان سليمًا يأكل بنفسه، ويلقط الحب بنفسه، فلا حاجة إلى هذا كله، أما إذا كان مريضًا، يعجز عن الأكل يحتاج إلى من يرفع له الطعام مثل بني آدم يساعد، يساعد على وجه لا يضر، نعم.

المقدم: لكن إذا كان المقصود من هذا كما قال: أن يسمن بسرعة؟

الشيخ: لا ما يصلح، لا يصلح إذا كان يضره، أما إذا كان لا يضره، ولكن يدر عليه الطعام، ويجتهد في علفه الجيد هذا لا بأس لكن على وجه يضره يؤذيه لا.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم، رأيت أناسًا سماحة الشيخ! يحقنون الطيور بالماء عند بيعها من أجل أن تكون على هيئة معينة عند البيع ربما يكون في هذا شيء من التدليس؟

الشيخ: هذا لا يجوز؛ لأن هذا معناه التدليس يوهم الناس أنها سمينة، وأنها كبيرة والأمر ليس كذلك، كل شيء يوهم المشتري والزبون خلاف الحقيقة لا يجوز؛ لأن الرسول قال: من غشنا فليس منا هكذا يقول ﷺ: من غشنا فليس منا «ولما مر على صبرة من طعام في السوق وأدخل يده فيها نالت أصابعه بللاً فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله -يعني: المطر- قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس مني رواه مسلم في الصحيح.

فالمقصود: أن الواجب على المسلمين التناصح وعدم الغش، فكل شيء يجعل المشتري على غير الحقيقة في بيع الحيوان أو غير الحيوان لا يجوز.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم.

فتاوى ذات صلة