حكم الجمع بين الصلاتين لعدم القدرة على القيام

السؤال:

نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة الأخت المستمعة أمينة حسن، من محافظة واسط، قضاء الصويرة، أختنا عرضنا بعضًا من أسئلتها في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة تسأل وتقول:

طلب مني والدي أن أبعث إليكم بهذا السؤال: ذلكم أنه يجمع الصلوات، فمثلًا يصلي المغرب والعشاء في وقت واحد؛ فهو يصعب عليه أن يصليها في وقتها؛ لأنه ضخم الجسم، حيث يبلغ وزنه مائتين وعشرين كيلو، وهو يقول: عندما أقف على أقدامي فهي تؤلمني كثيرًا، فبماذا تنصحونه؟

جزاكم الله خير الجزاء.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم. 

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

يقول الله : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ويقول النبي ﷺ لما اشتكى إليه بعض المرضى: صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب فإذا كان لا يستطيع القيام صلى قاعدًا، وصلى كل صلاة في وقتها، الظهر في وقتها، والعصر في وقتها، والمغرب في وقتها، والعشاء في وقتها، ومجرد كونه عاجز عن القيام لا يجعله يجمع بين الصلاتين.

أما إذا كان معه مرض يشق عليه تفريق الصلاتين، والقيام لكل صلاة في وقتها؛ لمرضه وآلامه هذا شيء آخر، المريض له أن يجمع إذا كان مريضًا يتألم من قيام كل واحدة؛ لوجود أمراض معه من حمى أو غيرها من الأمراض التي يحصل بها مشقة عليه في إفراد كل صلاة في وقتها فلا بأس، وقد أذن النبي ﷺ للمستحاضة أن تجمع؛ لأن معها نوع مرض، فالمريض الذي معه آلام من حمى أو غيرها له أن يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، أما الفجر فتصلى في وقتها، ولا تجمع إلى غيرها لا قبلها ولا بعدها، تصلى وحدها.

وعليه مع ذلك أن يلاحظ قيامه في الصلاة، ولو خفيفًا يقرأ الفاتحة، وما تيسر معها، ولو قليلًا، وهو قائم؛ لأنه مأمور بالقيام، فإن عجز وشق عليه ذلك صلى قاعدًا، والحمد لله، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة