الجواب:
الشرك بالله بيَّنه الله في كتابه العظيم، وهو صرف العبادة لغير الله كدعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات، أو الملائكة أو الجن أو الأصنام، أو نحو ذلك، أو الصلاة لهم، أو السجود لهم، أو الذبح لهم تقربًا إليهم، يرجو شفاعتهم، يرجو أنهم ينصرونه، يشفون مريضه، يتقرب إليهم.
أما إذا ذبح الذبيحة يتقرب إلى الله في الضحية يضحي عن أبيه، أو عن أخيه، أو يتصدق بها عنه، يرجو ثواب الله، لا يتقرب له، هو يتقرب إلى الله بالذبيحة كالضحية، فهذا قربة إلى الله ما هو للميت.
أما إذا ذبح يريد التقرب للميت حتى يشفع له الميت، حتى ينصره، حتى يشفي مريضه، هذه العبادة لغير الله.
وهكذا النذر يقول: إن شفيت مريضي يا فلان فلك علي ذبيحة كذا وكذا، هذا الشرك بالله، أو يقول: يا سيدي فلان، أو يا فاطمة ! أو سيدي البدوي انصرني، أو اشف مريضي، أو يا سيدي عبد القادر! أو يا شيخ عبد القادر! أو يا أبا ذر! أو يا رسول الله! أو يا أبا بكر الصديق! أو يا عمر! أو يا عثمان! انصرني أو اشف مريضي، أو يا ابن عباس! أو غيرهم من الناس، أو يا ملائكة الله انصروني، أو يا أيها الجن انصروني، أو الجني فلان انصرني، أو اشف مريضي، أو يا الصنم الفلاني، أو الشجرة الفلانية، كل هذا شرك بالله، وعبادة لغيره.
وهكذا إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة بالأدلة الشرعية.
إذا أنكره يكون كافرًا مشركًا كالذي ينكر أن الله أوجب الصلاة، يقول: لا الصلاة ما هي بواجبة، هذا كافر كفر أكبر، أو قال: الفجر ما هي بواجبة، أو العصر ما هي بواجبة، أو الظهر ما هي بواجبة، أو المغرب ما هي بواجبة، أو الجمعة ما هي بواجبة على الناس، كل هذا كفر أكبر.
أو يقول: الزكاة ما هي بواجبة، أو صيام رمضان ما هو بواجب على الناس، أو الحج مع الاستطاعة ما هو بواجب؛ هذا كفر أكبر، أو يقول: الزنا حلال، أو الخمر حلال، إذا كان جاهل يبين له الأمر الشرعي.
فإذا أصر على أن الزنا حلال، أو الخمر حلال؛ صار كافرًا كفر أكبر، أو قال: مساعدة المشركين على المسلمين، كونه يساعد الكفار على إخوانه المسلمين حتى يذبحوهم، حتى يعذبوهم؛ هذه ردة.
يقول الله سبحانه: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ[المائدة:51] يعني يتولى الكفار، ينصرهم على المسلمين، يكون ردة، وهكذا من يستحل السجود لغير الله، والصلاة لغير الله ولو ما فعله، يقول: ما يخالف، كونه يصلي للملائكة، أو يصلي للجن، أو يصلي للأموات، أو يسجد لهم، ولو ما فعله يكفر بهذا الاعتقاد.
وهكذا من يطيع غير الله في الشرك بالله، إن أطاعه في الشرك بالله، والسجود لغير الله؛ صار مشركًا؛ لأنها طاعة فيما هو شرك بالله ، والرسول يقول ﷺ: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فإن أطاعه في المعصية صار معصية، وإن أطاعه في الشرك صار شركًا.
فإذا أطاعه أنه يذبح لغير الله، أو يسجد لغير الله؛ صار شركًا أكبر، وإذا أطاعه أنه يقتل بغير حق، يقتل إنسان بغير حق، أو يجلده بغير حق؛ يكون عاصي ظالم، أطاعه في الظلم والمعصية.
أما طاعة الرسول ﷺ فهي طاعة لله مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ[النساء:80] طاعة الرسول واجبة، تطيع الرسول فيما أمر به، وما نهى عنه، الله قال: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ[النور:54].
قال سبحانه: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ[النساء:80] كذلك طاعة العلماء في الحق، وطاعة الأمراء في الحق طاعة لله، إذا أمرك الأمير تصلي في الجماعة، إذا أمرك أنك تعبد الله، ولا تشرك به شيئًا ، أمرك أن تحكم بالحق، وأن تحكم بما أنزل الله، يجب أن يطاع في ذلك؛ لأنه أمر بطاعة الله، أمرك ببر والديك عليك تطيعه؛ لأن طاعته طاعة لله في هذا، نهاك عن السرقة، ونهاك عن الظلم تطيعه؛ لأن الله أمر بهذا، فولي الأمر إذا أطعته في هذا أنت مطيع لله؛ لأنه أمرك بطاعة الله ورسوله، لكن إذا قال لك: اضرب والديك لا، لا تطيعه، إذا قال لك: اشرب الخمر لا، لا تطيعه، إذا أطعته بهذا فأنت عاصي مثله؛ لأن الرسول ﷺ يقول: إنما الطاعة في المعروف لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
فإذا أطعته في الشرك صرت مشركًا، وإذا أطعته في المعصية صرت عاصيًا، وإذا أطعته بطاعة الله فأنت مأجور، وفق الله الجميع. نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.