الجواب:
المساجد لم تبن لنشد الضوال وطلب الحاجات المفقودة، المساجد بنيت لما بنيت له من ذكر الله، وقراءة القرآن، وإقامة الصلاة، وحلقات العلم، والاعتكاف، ولم تبن للبيع والشراء، ولا لأن ينشد فيها الضوال واللقط التي تذهب من الناس؛ ولهذا حذر من هذا عليه الصلاة والسلام، وقال: من سمع رجلًا ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك، ولما سمع من يقول: من يدل على كذا.. على جمل له ضاع، قال: لا وجدته، وهذا من باب التحذير ومن باب الزجر، حتى لا يتساهل الناس في إنشاد الضوال في المساجد ويتخذوها محلاً لإنشاد الضوال، أو لبيعهم وشرائهم؛ ولهذا في الحديث الآخر: إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك.
والمقصود الزجر والتحذير، ليس المقصود العداء للشخص، أو كراهة أن يجد راحلته، لا، المقصود من هذا التحذير والزجر لئلا يعود الناس إلى هذه الأمور في المساجد، ولئلا يعتادوها، فأتى بهذه العبارة: لا وجدته، لا ردها الله عليك، للزجر والتحذير حتى يبتعد الناس عن هذا الأمر في المساجد.
والله جل وعلا أباح لرسوله ﷺ أن يزجر الناس عما يضرهم، وهكذا العلماء بعده خلفاء الرسل، يحذرون الناس مما يضرهم ولو بالزجر ولو بالدعاء في بعض الأحيان، للزجر والتحذير. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.