الجواب:
ليس للمسلم أن يصادق الجن؛ لأنه لا يأمنهم، ولا يعرف أحوالهم، وليس له أن يصادقهم، ولكن من عرف منهم بالخير، وأرشده إلى الخير؛ يدعو له بالتوفيق والسداد، والهداية والحمد لله.
أما أنه يصادقهم فلا يصادقهم؛ لأنه لا يعرفهم كما ينبغي، وقد يكون منافقًا، ولا يعرف حاله، يتظاهرون بالإسلام، ولكن من أظهر له الإسلام دعا له بالخير، ومن ادعى له أنه مسلم دعا له بالتوفيق، والثبات على الحق، وينصحه، ويأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر والحمد لله، ولا يصادقه يتخذه صديقًا ويأمنه في كل شيء لا، إنما يدعو له بالتوفيق يدعو له بالهداية، ويشكره إذا أحسن إليه إذا أرشده إلى الخير، أو دله على خير، أو أمره بمعروف، أو نهاه عن منكر يقول: جزاك الله خيرًا، وما أشبه ذلك، أمره بالصلاة، أيقظه للصلاة قال: جزاك الله خيرًا، قال له: اجتهد في قراءة القرآن قال: جزاك الله خيرًا، أمره بمعروف نهاه عن منكر يقول: جزاك الله خيرًا.
وأما كونه يراهم فالغالب أنه لا يراهم مثلما قال الله جل وعلا: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ[الأعراف:27]، الغالب أننا لا نراهم، وقد يتشكلون، ويراهم الإنسان في أشكال حيات، أو كلاب، أو سنور، أو حية .. أو ما أشبه ذلك قد يراهم في أشكال كما وقع قديمًا وحديثًا.
وأما أنه يراه على صورته التي خلق عليها فقد لا يجزم بذلك، وقد لا يعرف ذلك؛ لأنهم أشكال لا نعرفها، أشكال وألوان كثيرة، لكن قد يتصورون في صور معروفة من الحيات، أو الكلاب، أو السنور أو غير ذلك كما هو واقع عرفه الناس، ونقله الناس. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.