الجواب:
سب الدين سب الإسلام؛ كفر أكبر، وردة عن الإسلام عند جميع العلماء ما فيه خلاف، ذكروا هذا في باب حكم المرتد، من سب الله أو سب الرسول ﷺ أو سب بعض الرسل غير محمد ﷺ كأن يسب نوح أو هود، أو آدم أو غيرهم من الرسل والأنبياء كفر بإجماع المسلمين.
وهكذا إذا سب الإسلام سب دين الإسلام، أو استهزأ به يكون كافرًا عند جميع أهل العلم؛ لقول الله تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[التوبة:66]، ولأن سب الدين مضمونه الكراهة له وإنكاره، والله يقول سبحانه وبحمده: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ[محمد:9].
فالواجب على المؤمن أن يحذر، الواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر، وأن يحفظ لسانه ويصون لسانه عما يجره إلى الردة عن الإسلام، فسب الدين والاستهزاء بالدين أو الاستهزاء بالقرآن، أو سب القرآن، أو سب الرسول، أو سب الله، أو سب بعض الأنبياء الآخرين كله ردة وكفر بعد الإسلام نعوذ بالله.
واختلف العلماء هل يستتاب أو لا يستتاب؟
فقال بعضهم: يستتاب فإن تاب وإلا قتل ويعزر أيضًا، ولو تاب يعزر عن فعله القبيح بالجلد، والسجن ونحو ذلك.
وقال آخرون: لا يستتاب بل يقتل حدًا يقتل كافرًا، ولا يستتاب، ولا يغسل، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين؛ لأن جريمته عظيمة، وكفره عظيم، والأقرب عندي والله أعلم القول باستتابته؛ لأنه قد يقع عن جهل، قد يقع عن غضب شديد، قد يقع عن استفزاز من بعض الناس، فكونه يستتاب، ويبين له خطؤه، وظلمه لنفسه، وأنه أتى جريمة عظيمة، وكفرًا عظيمًا، فإذا تاب رفع عنه القتل، لكن لا مانع من كونه يؤدب، يؤدبه ولي الأمر الأمير، أو القاضي يؤدبه عن هذا بجلدات أو بسجن أو نحو ذلك مع التوبيخ حتى لا يعود لمثل ذلك. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم.