الجواب:
... وهذا ولا يرضاه، فالظلم منكر ومحرم مطلقًا فكيف مع الدعاء؟
المقصود أن بعض الناس قد يعتدي في الدعاء بأن يأتي بأسلوب لم يشرعه الله، توسلات غير شرعية، بجاه فلان، أو بحق فلان، أو بطريقة أخرى ليست مشروعة، كأن يتوسل بأسماء الشياطين أو بطلاسم لا تعرف، أو ما أشبه ذلك مما لا يقره الشرع، فهذا اعتداء في الدعاء، أو يدعو على من لا يستحق الدعاء كرحمه يدعو عليهم أو أخيه المسلم بغير حق؛ فهذا اعتداء في الدعاء.
وقال بعض أهل العلم: إن من الاعتداء أن يجهر في الدعاء بدون حاجة، فمن الدعاء الشرعي، ومن السنة في الدعاء خفض الصوت، وأن يكون بينك وبين الله عز وجل، هذا هو الأفضل كما قال الله جل وعلا: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55]، فالخفية مطلوبة في الدعاء، وأن يكون سرًا بينك وبين الله إلا ما شرع الله رفعه وبيانه كالدعاء في القنوت قنوت الوتر وقنوت النوازل هذا لا بأس بالجهر به، شرع الله الجهر به.
وهكذا الدعاء الذي يعقب الصلاة مثل الاستغفار: أستغفر الله أستغفر الله؛ لأن الرسول كان يجهر به عليه الصلاة والسلام حتى يعلم الناس، حتى يتعلم الناس هذا الدعاء الذي شرعه الله، وشرع الجهر به مستثنى من ذلك غير داخل في الاعتداء، أما بقية الدعوات التي لم يجهر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشرع الجهر بها للناس فالسنة للمؤمن أن يدعو بها سرًا بينه وبين ربه، ولا يشرع له الجهر بها.
هكذا ينبغي للمؤمن ويخشى عليه إذا جهر بها أن يكون من الاعتداء إلا إذا كانت الدعوات مما جهر فيه النبي عليه الصلاة والسلام مثل ما تقدم كدعاء القنوت في الوتر، ودعاء القنوت في النوازل، والدعاء الذي يقوله إذا سلم: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، إذا سلم من الفريضة، هذا شيء كان يجهر به النبي عليه الصلاة والسلام، كذلك اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، إذا قالها بعد السلام، هذا علمه النبي ﷺ معاذًا فهو تبع الذكر، إذا جهر به ليعرفه من حوله وليذكر به من حوله فلا بأس بذلك. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً ونفع بكم.