الجواب:
الجن فيهم المسلم وفيهم الكافر، والشيطان هو المتمرد، شياطين الجن متمردهم، وشياطين الإنس متمردهم، فذرية الشيطان من الشياطين هم على حالهم شياطين يصدون الناس عن الهدى، ومن هداه الله من الجن ما يسمى شيطان، الشيطان هو الذي يتمرد عن الحق والهدى ويتبع جده الشيطان في الباطل، ومن هداه الله منهم كان من جنسنا له فضله وله ما وعد الله من الجنة والخير، كما قال الله في سورة الجن: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا [الجن:11]، فإذا أسلم من تشيطن منهم ورجع إلى الإسلام وتمسك بالإسلام فهو مثل الإنسي الذي كان كافرًا ثم رجع إلى الإسلام وهداه الله.
فالجن والإنس فيهم الكافر وفيهم المسلم وفيهم المبتدع وفيهم العاصي وفيهم الجهمي وفيهم المرجي وفيهم الرافضي وفيهم غير ذلك، كما قال سبحانه: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ [الجن:11] ثم قال بعده: كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا [الجن:11] يعني: أقسام متفرقة مطلقة متنوعة فيهم الطيب والخبيث، فيهم الصالح والطالح، فيهم صاحب السنة وصاحب البدعة، وقال في الآية وما بعدها: وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [الجن:14-15] القاسط: العادل عن الحق، يقال: قسط؛ إذا جار، أما أقسط فهو العادل، ومنه قوله جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8] أهل العدل والفضل والبصيرة، فالمقسط: صفة مدح وهو الذي التزم الحق واعتدل وأخذ بالعدالة، والقاسط: المائل عن الحق، الذي جار عن الحق وأبى اتباع الحق، ولهذا قال سبحانه: وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ يعني: الجائرون المنحرفون عن الحق فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا.
فهكذا يقال في الجن والإنس، فهم سواء: من ترك شركه وباطله، ودخل في الإسلام فله ما للمسلمين، من الجن والإنس، وعليه ما عليهم، ومن بقي في شيطنته وكفره وضلاله، فله ما لأصحابه من جن أو إنس، ومن استقر على الهدى ومضى على الهدى، وسار على الهدى، فله ما وعد الله به المهتدين، والله المستعان.
المقدم: الله المستعان، جزاكم الله خيرًا.