الجواب:
لا شك أن الرياء منكر وشرك ومن أعمال المنافقين، فالواجب عليك الحذر منه وجهاد نفسك حتى تتخلص منه، مع سؤال الله والضراعة إليه أن يعافيك من ذلك، ولا تيأس بل استمر في الدعاء والضراعة إلى الله في أن يوفقك وأن يهديك حتى تدعه، وجاهد نفسك واصبر وصابر في ذلك حتى يعافيك الله من ذلك، وهو من خلق أهل النفاق كما قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:142].
ويقول النبي ﷺ: يقول الله : أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ويقول أيضًا عليه الصلاة والسلام: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه فأنت جاهد نفسك وأبشر بالخير، ومن جاهد أعانه الله يقول سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].
فإذا جاهدت نفسك في هذا السبيل فأبشر بالخير، والله سوف يعينك ويهديك السبيل القويم، ولا تيأس ولا تقنط، اصبر وصابر واسأل ربك العون وأبشر بالخير الذي وعد الله به الصادقين والصابرين.
وهذا شرك أصغر وليس بشرك أكبر، بل هو من الشرك الأصغر كما قال عليه الصلاة والسلام يخاطب الصحابة: أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه، فقال: الرياء فهو قد أصاب غيرك كما أصابك فعليك بالصبر وسؤال الله العافية، وهو ليس من الشرك الأكبر الذي يحبط الأعمال لا، ولكنه شرك أصغر يحبط العمل الذي قارنه العمل الذي قارنه يحبطه، فإذا قمت تصلي صلاة للرياء بطلت هذه الصلاة التي فعلتها للرياء، وإذا تصدقت للرياء بطل ثوابها وإذا سبحت أو ذكرت الله للرياء أو قرأت القرآن للرياء ما لك ثواب، بل عليك إثم، وإذا جاهدت نفسك في تركه والحذر منه أعانك الله ويسر أمرك وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2] ويقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4] فأبشر بالخير واصبر وصابر والله يعينك.