الجواب:
رفع الأيدي من أسباب الإجابة، وهو سنة في الدعاء كما جاءت بذلك الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ فإن الدعاء لإجابته أسباب منها: خضوع القلب وإقباله على الله، ومنها كونه على طهارة، منها كونه في أوقات الإجابة كآخر الليل، أو بين الأذان والإقامة، أو في حال السجود، أو في آخر الصلاة قبل السلام.
ومن أسباب الإجابة رفع اليدين كما في الحديث عنه ﷺ أنه قال: إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا وكان عليه الصلاة والسلام يرفع يديه في الدعاء، ورفع يديه في دعاء الاستغاثة لما خطب الناس يوم الجمعة، واستسقى خطب ورفع يديه في الاستسقاء.
وهكذا لما خرج إلى الصحراء، وصلى بالناس، وخطبهم؛ رفع يديه عليه الصلاة والسلام في الاستسقاء.
لكن بعد الصلوات المفروضة لم يفعل ذلك عليه الصلاة والسلام، لا الظهر، ولا العصر، ولا المغرب، ولا العشاء، ولا الفجر، لم يحفظ عنه أنه كان يرفع يديه إذا سلم من المكتوبة؛ فالذي ينبغي أنه لا يرفع في هذه الحال؛ لأن هذا يصدق عليه البدعة، لأنه شيء في عهد النبي ﷺ لم يفعله، وتركه حجة كما أن فعله حجة، فكما أن رفعه اليدين في الاستسقاء وفي الدعاء في غير هذا المكان سنة، ومن أسباب الإجابة؛ فعدم الرفع عند الفراغ من الفرائض كالظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، هذا هو السنة؛ لأنه لم يرفع عليه الصلاة والسلام في هذه الأحوال يعني: بعد الفريضة.
وهكذا بعد انصرافه من صلاة الجمعة بعد السلام لم يرفع، وهكذا في خطبة الجمعة إذا لم يستسق لم يرفع، وفي خطبة العيد إذا لم يستسق لم يرفع، فلا يرفع المؤمن تأسيًا بالنبي ﷺ في الترك، كما نتأسى به في الفعل عليه الصلاة والسلام.
وهكذا لا يرفع بين السجدتين في دعائه بين السجدتين، ولا يرفع في دعائه قبل السلام في الصلاة قبل أن يسلم؛ لأن النبي لم يرفع عليه الصلاة والسلام في هذه الأحوال، قال العلماء رحمة الله عليهم: إن فعله حجة، وإن تركه حجة عليه الصلاة والسلام. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.