ما صحة حديث «من ولي القضاء فقَد ذبح بغير سكِّين»؟

السؤال:
ما صحة ما ورد من أن «مَن وليَ القضاءَ فقَد ذُبِحَ بغيرِ سِكِّينٍ»؟

الجواب:
هذا حديث لا بأس به جيد ومعروف، رواه أحمد[1] وأهل السنن[2]، لكن ما يمنع من القضاء، وإنما هو تحذير للعناية بالقضاء والحرص على السلامة من توابعه وأخطاره، فالذبح بغير سكين شيء يؤذي الحيوان ويؤخر في موته، فالقاضي قد يتأذى بالقضاء ويتعب فيه، ولكن مع الصبر والجد يزول هذا، وإنما يتعب ويكون كالمذبوح بغير سكين إذا ضل علمه أو تنكر الطريق السوي أو غفل عن الاستعانة بالله.
ولا يخفى عليكم أن رسول الله ﷺ هو إمام القضاة، وهو إمام العلماء، وهو قدوة القضاة، وهو القاضي، وهو المعلم ﷺ فهو قاضٍ وداعٍ وآمر بالمعروف، كلها مجتمعة فيه عليه السلام، فالقضاة والدعاة والعلماء يتأسون به في صبره وحلمه، وقد يغضب بعض الأحيان عليه الصلاة والسلام، وهو سيد الأمة وإمامهم وسيد المتواضعين، ولكن قد يلجئه الخصوم إلى الغضب.
لكن القاضي يتأسى بنبيه عليه السلام بالصبر، وتعاطي أسباب الصبر، لعله يوفق لذلك، وكل أحد لابد أن يحصل له شيء من التعب، ولكن كلما كان القاضي أعلم وأصبر وأحلم وأكثر دعاءً لله لطلب التوفيق والهداية كانت مشاكله أقل[3].
  1. أخرجه أحمد برقم 8422، باقي مسند المكثرين.
  2. أخرجه الترمذي برقم 1247، (كتاب الأحكام)، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي، وأبو داود برقم 3100 (كتاب الأقضية)، باب في طلب القضاء، وابن ماجه برقم 2299 (كتاب الأحكام)، باب ذكر القضاة. 
  3. من أسئلة ألقيت عليه عقب محاضرة ألقاها سماحة الشيخ على طلاب المعهد العالي للقضاء. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 23/209).
فتاوى ذات صلة