جواب: هجر المسلم لأمه منكر وعقوق عظيم، ويجب عليه التوبة إلى الله من ذلك، وعليه أن يرجع إلى برها والإحسان إليها، والأخذ بخاطرها واستسماحها، هذا هو الواجب عليه، وليس له أن يبقى على الهجر والعقوق، لأن هذا منكر عظيم، وكبيرة عظيمة، فيجب عليه تركها، واستسماح والدته وطلب رضاها، والتوبة إلى الله من ذلك سبحانه وتعالى.
أما صلاته وصومه وعباداته فلا تبطل، فعباداته صحيحة وأعماله صحيحة إذا أداها على الوجه الشرعي، ولكن يكون إيمانه ضعيفا بكون إيمانه ناقصا بهذه المعصية؛ فإن المعاصي عند أهل السنة تنقص الإيمان وتضعف الإيمان، ولكن لا يكفر صاحبها إنما يكفر بالكبيرة عند الخوارج الذين يكفرون بالذنوب، وهم ظلمة فجرة في هذا القول، فقد أخطؤوا وغلطوا عند أهل السنة والجماعة.
وأما أهل السنة فإنهم يقولون: المعصية تنقص الإيمان، ولكن لا يكون صاحبها كافرًا، ولا خالدا في النار، بل هو عاص، ومعصيته تنقص إيمانه، وتضعف إيمانه، وتسبب غضب الله عليه، وهو على خطر منها بأن يدخل النار، ولكن لا يكون كافرا، وحتى لو دخل النار لا يخلد فيها، هكذا يقول أهل السنة والجماعة فيهم، لا يخلدون العصاة في النار إذا دخلوها بمعاصيهم.
أما صلاته وصومه وعباداته فلا تبطل، فعباداته صحيحة وأعماله صحيحة إذا أداها على الوجه الشرعي، ولكن يكون إيمانه ضعيفا بكون إيمانه ناقصا بهذه المعصية؛ فإن المعاصي عند أهل السنة تنقص الإيمان وتضعف الإيمان، ولكن لا يكفر صاحبها إنما يكفر بالكبيرة عند الخوارج الذين يكفرون بالذنوب، وهم ظلمة فجرة في هذا القول، فقد أخطؤوا وغلطوا عند أهل السنة والجماعة.
وأما أهل السنة فإنهم يقولون: المعصية تنقص الإيمان، ولكن لا يكون صاحبها كافرًا، ولا خالدا في النار، بل هو عاص، ومعصيته تنقص إيمانه، وتضعف إيمانه، وتسبب غضب الله عليه، وهو على خطر منها بأن يدخل النار، ولكن لا يكون كافرا، وحتى لو دخل النار لا يخلد فيها، هكذا يقول أهل السنة والجماعة فيهم، لا يخلدون العصاة في النار إذا دخلوها بمعاصيهم.
فالحاصل أن هجره لأمه معصية وكبيرة؛ بل وعقوق ولكن لا يكون ذلك من أسباب كفره ولا بطلان عمله إلا إذا استحل ذلك ورأى أن عقوق والديه حلال فهذا يكون كافرًا، نعوذ بالله من استحلال عقوق الوالدين. فإن من عمل ذلك ورأى أنه حلال أو استحل الربا ورأى أنه حلال أو استحل الزنا ورأى أنه حلال هذا يكون كافرًا مرتدًا عن الإسلام، إلا أن يكون مشركًا وجاهلا لبعده عن الإسلام، كالذي نشأ في بلاد بعيدة عن الإسلام يجب أن يعلم أمور الإسلام، ويبين له أن عقوق الوالدين مما حرمه الله على عباده، فالبر بالوالدين مما أوجبه الله على كل مسلم وإن عقوقها مما حرمه الله، فإذا علم الجاهل وبين الأمر لمن دخل في الإسلام ثم أصر يكون كافرا -نعوذ بالله- وإذا كان طالب علم فكبيرته أشد نعوذ بالله من ذلك[1].
- من برنامج نور على الدرب شريط رقم (53)، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 7/ 141).