الجواب: على طالب العلم أن يجتهد حسب طاقته: المبتدئ يجتهد في الاستمرار في طلب العلم، ويحرص على أن يكون أهلا للترجيح في المسائل الخلافية، وعلى طالب العلم المتأهل الذي رزقه الله العلم، وتخرج من الدراسات العليا، ونظر في الكتب، وعرف أقوال الناس أن يجتهد في ترجيح الراجح، وتزييف الزائف بالأدلة الشرعية والصبر والمطالعة.
فالعلم ليس بالسهل، العلم يحتاج إلى صبر ومصابرة ومراجعة الأحاديث التي تتعلق بموضوع البحث، فقد تمكث أياما كثيرة ما وجدت الحديث الذي تريد أو ما قدرت على تكوين رأي فيه من جهة صحته أو ضعفه، وهكذا مراجعة كلام أهل العلم وترجيح الراجح يحتاج إلى صبر ونظر في الأدلة.
فالاجتهاد معناه بذل الجهد في تحصيل العلم والترقي فيه حتى تكون من أهله العارفين بالأحكام الشرعية ومواقف أهل العلم في المسائل الخلافية، وأن تقف في ذلك موقف الناصح والمحب لهم المترضي عنهم، الذي يعرف أقدارهم وما يبذلون من جهود في تحصيل العلم ونشره بين الناس، والاستفادة من كلامهم وعلومهم، وعدم سبهم وكراهتهم أو إظهار الانتقاد على سبيل التنقص لهم وعدم الفائدة منهم وما أشبه ذلك.
فطالب العلم، يعرف قدر من قبله، وما ألفوا وما جمعوا ونصحهم لله ولعباده، ويستفيد من كلامهم، وليس معناه أن يقلدهم في الحق والباطل، بل يعرف الحق بدليله، قال مالك رحمه الله: (ما منا إلا راد ومردود عليه، إلا صاحب هذا القبر، يعني رسول الله ﷺ).
وقال الشافعي رحمه الله: (أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله ﷺ لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس)، وقال رحمه الله: (إذا قلت قولا يخالف قول رسول الله ﷺ فاضربوا بقولي الحائط) وهكذا قال أحمد وأبو حنيفة معنى ما قاله مالك والشافعي رحم الله الجميع، وهكذا قال غيرهم من الأئمة، كلهم نصحوا الناس وأوصوهم باتباع الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وأن لا يُقَدِّم على قول الله ورسوله قول أحد من الناس، بل يجب أن يقدم قول الله وقول رسوله وما أجمع عليه سلف الأمة على من خالف ذلك، هذا هو موقف العلماء المعتبرين، وهذا هو موقف طالب العلم منهم، حتى ينشأ على أخلاقهم في تقديم قول الله وقول رسوله ﷺ، وترجيح الراجح بالأدلة، واحترام العلماء ومعرفة أقدارهم والترضي عنهم والترحم عليهم.
أما علماء السوء من الجهمية والمعتزلة وأشباههم فهؤلاء يجب أن يمقتوا ويبغضوا في الله، وأن يحذر الناس من شرهم وأعمالهم القبيحة وعقائدهم الباطلة؛ نصحا لله ولعباده، وعملا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله الموفق[1].
فالعلم ليس بالسهل، العلم يحتاج إلى صبر ومصابرة ومراجعة الأحاديث التي تتعلق بموضوع البحث، فقد تمكث أياما كثيرة ما وجدت الحديث الذي تريد أو ما قدرت على تكوين رأي فيه من جهة صحته أو ضعفه، وهكذا مراجعة كلام أهل العلم وترجيح الراجح يحتاج إلى صبر ونظر في الأدلة.
فالاجتهاد معناه بذل الجهد في تحصيل العلم والترقي فيه حتى تكون من أهله العارفين بالأحكام الشرعية ومواقف أهل العلم في المسائل الخلافية، وأن تقف في ذلك موقف الناصح والمحب لهم المترضي عنهم، الذي يعرف أقدارهم وما يبذلون من جهود في تحصيل العلم ونشره بين الناس، والاستفادة من كلامهم وعلومهم، وعدم سبهم وكراهتهم أو إظهار الانتقاد على سبيل التنقص لهم وعدم الفائدة منهم وما أشبه ذلك.
فطالب العلم، يعرف قدر من قبله، وما ألفوا وما جمعوا ونصحهم لله ولعباده، ويستفيد من كلامهم، وليس معناه أن يقلدهم في الحق والباطل، بل يعرف الحق بدليله، قال مالك رحمه الله: (ما منا إلا راد ومردود عليه، إلا صاحب هذا القبر، يعني رسول الله ﷺ).
وقال الشافعي رحمه الله: (أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله ﷺ لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس)، وقال رحمه الله: (إذا قلت قولا يخالف قول رسول الله ﷺ فاضربوا بقولي الحائط) وهكذا قال أحمد وأبو حنيفة معنى ما قاله مالك والشافعي رحم الله الجميع، وهكذا قال غيرهم من الأئمة، كلهم نصحوا الناس وأوصوهم باتباع الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وأن لا يُقَدِّم على قول الله ورسوله قول أحد من الناس، بل يجب أن يقدم قول الله وقول رسوله وما أجمع عليه سلف الأمة على من خالف ذلك، هذا هو موقف العلماء المعتبرين، وهذا هو موقف طالب العلم منهم، حتى ينشأ على أخلاقهم في تقديم قول الله وقول رسوله ﷺ، وترجيح الراجح بالأدلة، واحترام العلماء ومعرفة أقدارهم والترضي عنهم والترحم عليهم.
أما علماء السوء من الجهمية والمعتزلة وأشباههم فهؤلاء يجب أن يمقتوا ويبغضوا في الله، وأن يحذر الناس من شرهم وأعمالهم القبيحة وعقائدهم الباطلة؛ نصحا لله ولعباده، وعملا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله الموفق[1].
- مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (7/241).