الجواب:
ليست التغطية المذكورة واجبة؛ لأن سجود التلاوة ليس صلاة في أصح قولي العلماء، وإنما هو خضوع لله، وذل بين يديه، كالقراءة والذكر ونحو ذلك.
وقال بعض أهل العلم: إنه كالصلاة لا بد من الطهارة، ولا بد من ستر العورة، فإذا سجدت المرأة بتستر فهذا أفضل وأولى؛ خروجًا من خلاف العلماء.
وهكذا إذا كانت على طهارة فهو أفضل، وهكذا الرجل وسجوده على طهارة أفضل، لكن لا يجب الطهارة في سجود التلاوة وسجود الشكر، فلو سجدت المرأة ورأسها مكشوف أو هي على غير وضوء، فالسجود صحيح ولا حرج في ذلك كالرجل في أصح قولي العلماء، لعدم الدليل المقتضي لاشتراط الطهارة، فإن سجود التلاوة يعرض للإنسان وهو يقرأ القرآن عن ظهر قلب، وهو على غير طهارة، ولم يثبت عن النبي ﷺ أنه أمر بالطهارة، وقد ثبت عن ابن عمر ما يدل على أنها ليست بشرط، وأنه لا مانع من السجود على غير طهارة.
فالحاصل أن سجود التلاوة وسجود الشكر لا يشترط لها الطهارة، فإنه لو بشر بولد له أو فتح إسلامي أو بأمر يسر المسلمين فسجد شكرًا لله فلا بأس، ولو كان على غير طهارة. ولما بلغ الصديق مقتل مسيلمة الكذاب سجد لله شكرًا[1].
- من برنامج نور على الدرب الشريط الرابع عشر. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 29/226).