هل القلب الصّناعي يتأثر بحال من نُقِل إليه؟

السؤال:
يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا شيخ حياك الله بيننا، وإنا والله نحبك في الله، ونسأل الله لنا ولك التوفيق وحسن الخاتمة، وذكر أسئلة، منها يقول: كيف نجمع بين حديث: إنَّ في القلب مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله، وبين ظهور القلب الصّناعي في هذه الأيام؟

الجواب:
أحبَّك الله الذي أحببتنا له، وأسأل الله أن يجعلنا جميعًا من المتحابين في جلاله، وأن يتوفَّنا مسلمين.
أما ظهور القلب الصناعي: فالمواد التي تمد هذا القلب، والعروق التي تمد هذا القلب، هو آلة، وإنما إمداده من العروق التي تمده حتى يعمر بالإيمان أو بالكفر، فإذا ثبت القلب الصناعي أنه قلب كافرٍ أو عاصٍ إلى رجلٍ طيبٍ، فإنَّ من باب هذا القلب بما يلين الله عليه من الاستقامة والطاعة، وذكر الله، والمحبة لله، والخوف من الله، يجعل هذا القلب يستقيم ويعمر بطاعة الله، بسبب ما يمدّه من العروق التي يجري فيها هذا الدَّم، ويجري فيها ما يفتح الله على العبد، فيتكلم بلسانه، ويعمل بجوارحه بطاعة الله، فيكون إمداد هذا القلب من طريق هذه العروق التي تمدّه بالدم الذي يصل إليه، ويكون ذلك من أسباب عمارته في تقوى الله ؛ لأنَّ الله سبحانه هو الذي خلق الأول وخلق الثاني -خلق القلب الأول، وخلق القلب الثاني- فإذا نصب في هذا البدن واستقرَّ في هذا البدن وصلح؛ أُمِد بالمواد التي أمِد بها القلب الأول، وصار في حاله قلبًا سليمًا طيبًا، كما لو هدى الله صاحبه الذي نُزع منه، الكافر يكون كافرًا خبيثًا، فإذا هداه الله صلح قلبه، والعاصي إذا هداه الله صلح قلبه، فهكذا إن نُقل قلبه وهو خبيثٌ أو فاسقٌ؛ يصلح قلبه إذا استقرَّ وثبت في المحل الطيب، جاءته من باب هداية الله للتوفيق والهداية، من طريق الوسائط التي جعلها الله مُرسلةً إلى هذه المواد الصَّالحة، وما يجعل الله فيه من المحبَّة لله، والخوف من الله، والرغبة فيما عنده، كما جعل في الأول، هو على كل شيءٍ قدير .
فتاوى ذات صلة