ما صحة دخول الجن إلى جسد الإنسان؟

السؤال:
هل صحيح ما نسمع به من أنَّ الجنَّ -والعياذ بالله- تدخل في جسد الإنسان؟ وما معنى حديث رسول الله ﷺ: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم؟

الجواب:
ذكر العلماء أنه يقع هذا، وأنه يتلبّس به، ويجري منه مجرى الدم، والجن أنواع وطبقات وأقسام، وقد حكى أبو العباس ابن تيمية في كتابه "إيضاح الدلالة في عموم الرسالة" حكى إجماعَ أهل العلم على أنَّ الجنيَّ يدخل في الإنسي، ويتكلم على لسانه، ونقل ذلك عن الأئمَّة، وحكاه أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة.
ومَن أنكر ذلك فقد غلط، وهو مخالفٌ لإجماع أهل السنة، ومخالفٌ للواقع، فالناس لا يزالون يُشاهدون الجنَّ يتكلم على لسان الإنسي بلغةٍ غير لغة الإنسي، وبصوتٍ غير صوت الإنسي، وبكلامٍ لا يتعلق بالإنسي، ولا يعرفه الإنسي، كل هذا واقعٌ.
ولما قال بعضُ الناس لأحمد رحمه الله: إنَّهم يقولون: إنَّ هذا غير صحيحٍ، قال: كذبوا، ها هو يتكلم على لسانه ونسمع كلامه.
وقد حضر عندي بعضُ الناس -أنا بنفسي- وسمعتُ كلام الجني، كلامًا غير كلام مَن تلبَّس به، قد دخل في امرأةٍ، وتكلَّم على لسانها، وتحدَّث معي بأشياء ما تعرفها المرأة، وليس مما يتعلق بالمرأة، وذكر أنه من الهند، وأنه بوذي الديانة، وأنه دخل فيها بسبب كذا وكذا، وبعدما نصحه بعضُ الإخوان أحبَّ أن يتكلم عندي وأن يخرج عندي، فحضر وأخبرني بالواقع وخرج حسب علمي وحسب قول المرأة أنه خرج منها بالكلية ولم يَعُدْ إليها.
والمقصود أنَّ هذا واقعٌ كثيرٌ من الناس، والعلماء يُشاهدونه، ويُكلِّمهم، ويُكلِّمونه، ويُعاهدهم، ويُعاهدونه، ثم يخرج.
وقد جرى لأبي العباس ابن تيمية في هذا وقائع كثيرة، ولأحمد أيضًا، ولغيرهما من أهل العلم.
ويكفي في هذا الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان في "الصحيحين" عن أنسٍ، من حديث قصة صفية: لما مرَّ بعضُ الأنصار والنبي يُكلِّم صفيةَ في المسجد وقت الاعتكاف، وقد مشى معها ليقلبها عند باب المسجد، فلما رآياه أسرعا، فقال: على رسلكما، إنها صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شرًّا.
فتاوى ذات صلة