حكم مشاركة المرأة في الرد على المخطئين

السؤال: 

أخت تسأل وتقول: هل يجوز لي أن أكتب ردودًا على بعض المقالات التي تُنشر في بعض المجلات كالصحف، سواء كانت لكاتبٍ أو كاتبةٍ، بهدف أن أُصحح ما جاء في مقالتهم من أخطاء في اللغة، أو في أفكار تمس الدين؟ وهل يجوز أن أُكاتب الرجال، خاصةً من المؤلفين، بهدف مُناقشتهم لأفكارهم التي أجدها خاطئةً وتتعارض مع الدين؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

نعم، نعم، تقدم أنَّ الدعوة إلى الله مُشتركة بين الرجال والنساء، وأن واجب المرأة هو واجب الرجل في كل شيءٍ، إلا ما خصَّه الدليل، فالرد على المخطئين والغالطين مُشترك بين الرجال والنساء، بالكلام والمشافهة، وبالكتابة، وبالهاتف، كل ذلك طيب، والسؤال عمَّا أشكل من طريق الكتابة، ومن طريق الهاتف، أو من طريق المشافهة.
كل هذا من حقِّ الجميع، للرجال والنساء، لكن بشرط العلم، لا تكتب ولا ترد ولا تُناقش إلا عن علمٍ، وهكذا الرجل لا يقل على الله بغير علمٍ، ولا تقل على الله بغير علمٍ، إن كان عندها علمٌ تكتب وتتكلم، وهكذا الرجل إذا كان عنده علمٌ؛ لأنَّ الله جلَّ وعلا حرَّم على الناس أن يقولوا عليه بغير علمٍ، وأخبر أن الشيطان يدعو إلى هذا ويأمر به، قال : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، فجعل القول على الله بغير علمٍ فوق مرتبة الشرك ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأنَّ القول على الله بغير علمٍ فيه شرٌّ كثيرٌ: يقع فيه الشرك، ويقع فيه الكفر، وتقع فيه المعاصي، إلى غير ذلك.
وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ۝ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [البقرة:168- 169]، فالشيطان يأمر بأن نقول على الله بغير علمٍ.
فليس للمرأة ولا للرجل الردّ على أحدٍ أو الكتابة في أي شأنٍ إلا عن علمٍ وعن بصيرةٍ، كما قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108] يعني: على علمٍ.
فتاوى ذات صلة