كيف كان طلبُ سماحة الشيخ ابن باز للعلم؟

السؤال: 

كم نتمنَّى أن تُبَيِّنوا لنا حفظكم الله كيف كان طلبُكم للعلم؟ وكيف كان تدرجكم فيه؟ لعله يكون في هذا توجيهٌ سديدٌ لنا في حياتنا العلمية والعمليَّة.

الجواب:

أنا طلبتُ العلم وأنا صغيرٌ وبصيرٌ، وكملتُ حفظ القرآن والحمد لله قبل البلوغ، قرأتُ القرآن على الشيخ عبدالله بن فريد رحمه الله في الرياض، ودرستُ العلم وأنا صغيرٌ في الرياض على مشايخ عدَّة، منهم: شيخنا قاضي الرياض صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ رحمه الله، وكان بجوار بيتنا، يُصلي في المسجد الذي حولنا. 
ثم لزمتُ الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عشر سنين أو أكثر من ذلك، وقرأتُ عليه غالب الدروس المتعلقة بالحديث والفقه والنحو والمصطلح وأصول الفقه، مع حلقةٍ علميةٍ كبيرةٍ رحمه الله، وهو أكبر شيوخي، وهو أستاذٌ كبيرٌ مُوفَّقٌ رحمه الله، تخرجتُ على يديه، وقرأتُ على غيره، لكن قراءتي عليه هي قراءةٌ مهمةٌ، وهي قراءة التَّحصيل العظيم من طريقه رحمه الله؛ لأنه كان حسن التعليم، وحسن العناية بالطلبة، ومجالسه مُستمرة، وحلقاته في الصباح والمساء مُستمرة: صباحًا، وضحوةً، وظهرًا، وعصرًا، ومغربًا رحمه الله، ولازمتُه حتى تعينتُ في القضاء عام سبع وخمسين من الهجرة، في منطقة الخرج.
وذهب بصري في أول سنة خمسين من الهجرة، وأنا ابن تسع عشرة سنة، حين أصاب بصري التَّأثر كان سنة ستٍّ وأربعين، وبقي معي بعض الشيء، يعني: أهتدي في طريقي، وأُطالع بعض الشيء، وأقرأ بعض الشيء، لكن قد ضعف البصر، وفي نهاية العام التاسع والأربعين وأول العام الخمسين ذهب البصرُ كله والحمد لله.
هذا بعض ما جرى من طلبي، وحفظتُ القرآنَ كما تقدَّم في حال الصِّغَر قبل الاشتغال بغالب العلوم.
فتاوى ذات صلة