ما أسباب الاختلافات الفقهية والموقف منها؟

السؤال: 

كثيرًا ما نسمع عن بعض الأحكام الفقهية أنَّ فيها خلافًا بين العلماء، فما أسباب الخلاف؟ وماذا يفعل الإنسانُ تجاه ذلك؟ هل يختار ما يُريد من القولين أم أيسرهما أم أشدّهما؟ أم ماذا يفعل؟

الجواب:

الخلاف موجودٌ في بعض المسائل بين العلماء، في المسائل الفرعية، لا في الأصول، الأصول مُجمعٌ عليها والحمد لله، لكن توجد بعض المسائل الفرعية: بعض مسائل الصلاة، بعض مسائل الزكاة، بعض مسائل الصوم، بعض مسائل الحج، بعض مسائل المعاملات، بعضها فيها خلافٌ بين العلماء.
وأسباب الخلاف أمورٌ:
منها: اختلاف الفهم: ليست أفهامُ الناس واحدةً، هذا يفهم من النص شيئًا، والآخر يفهم خلافه، فالناس فهومهم مختلفة، وذكاؤهم مختلف.
ومنها: عدم حفظ الأدلة: هذا يحفظ من الأدلة كثيرًا، وهذا لا يحفظ إلا قليلًا.
ومنها: كمال الحرص على طلب الحقِّ وضعفه: بعض الناس عندهم حرصٌ كاملٌ على طلب الأدلة، والحرص عليها، حتى يستوفي المقام، وبعض الناس يتساهل في طلب الأدلة، ويكتفي بالقليل فيُخطئ.
وهناك أسبابٌ أخرى.
والواجب على المؤمن في مسائل الخلاف إن كان طالبَ علمٍ: أن يتحرى الأدلة، وينظر في الأدلة، ويأخذ بالدليل الذي ظهر له معناه، وقال به بعضُ مَن مضى من أهل العلم، يُوافقه إذا ظهر له أنَّ الحقَّ معهم بالدليل: من آيةٍ، أو حديثٍ، ولا يتبع هواه ويتبع الأسهل، لا يأخذ بالدليل، ولو كان أشدّ، ما دام ظهر له أنه أقرب إلى الأدلة الشرعية.
أما إن كان ليس بطالب علمٍ، أو طالبًا صغيرًا لا يقوى على فهم الأدلة، فهذا يسأل أهلَ العلم، يسأل الأساتذة، ولا سيما خيارهم، ومَن يظن فيه الخير منهم، والعناية، والفهم، والعلم، يسألهم ويجتهد؛ حتى يُرشدوه إلى الصَّواب.
فتاوى ذات صلة