حكم التسرع في الفتوى وإطلاق الأحكام

السؤال: 

ظاهرة مُزعجة انتشرت بين بعض الشباب المُلتزم، وهي التَّسرع في الفتوى، والاستعجال في إطلاق الأحكام، نرجو توجيه سماحتكم إلى خطورة هذا المسلك؟

الجواب:

نعم، قد نبَّهنا على هذا، الواجب على طلبة العلم أن يتثبَّتوا في الأمر، وألا يعجلوا في الفتوى قبل أن يعرفوا الأحكام على بصيرةٍ، فالتَّعجل فيه خطرٌ عظيمٌ، ولكن يتثبت طالب العلم، فإذا عرف الدليل وتيقَّن أنه مُصيبٌ للحقِّ أمكنه أن يتكلم، ذكروا عن مالكٍ رحمه الله أنه لم يتولَّ الفتوى حتى سأل أهلَ العلم مشايخه: هل هو صالح لذلك؟ فلما أشاروا عليه وقالوا: نعم؛ أفتى.
المقصود أنَّ أهل العلم لا يجرؤون على الفتوى إلا بعد التَّثبت والطُّمأنينة إلى أنَّ عندهم من العلم ما يكفي للفتوى، وأنهم على بصيرةٍ في قول الله ورسوله، بعد التَّشاور مع أهل العلم، بينهم وبين أهل العلم، حتى يُدرك ويعرف أنه على بصيرةٍ فيما يقول، ولا يعجل، ومتى كان عنده أدنى شكٍّ فلا يعجل، بل يُرشدهم إلى مَن يعلم أنه أهلٌ للفتوى، أو يُؤجِّلهم حتى يدرس الموضوع، وينظر في الأدلة الشرعية إذا كان أهلًا لذلك، حتى يُبلِّغهم الحكم الشرعي بعد التَّثبت، وبعد معرفة الدليل. هذا المقام خطيرٌ جدًّا، وجديرٌ بالعناية.
فتاوى ذات صلة