معنى الفضل في صلاة العشاء والفجر جماعة

السؤال: 

كيف نربط بين أنَّ الرسول ﷺ يقوم الليل ويأمر بذلك، وبين ما ورد عنه ﷺ: مَن صلَّى العشاء والفجر في جماعةٍ فكأنما قام الليل؟

الجواب:

لا منافاة، هذا يُبين فضل صلاة العشاء والفجر في الجماعة، ولكن مَن قام الليل يكون أكمل وأعظم، وجمع بينهما، مَن صلَّى العشاء في جماعةٍ فكأنما قام نصف الليل، ومَن صلَّى الفجر في جماعةٍ فكأنما قام الليل كله، يعني: العشاء والفجر جميعًا، هذا تحريضٌ على المسارعة إلى الجماعة، والحرص على أداء هاتين الصلاتين في الجماعة، ولكن إذا جمع بين هذا وبين قيام الليل جمع خيرًا كثيرًا.
ويدل هذا على أن التَّهجد بالليل ليس بواجبٍ، بل هو سنة وقُربة، وليس بواجبٍ، مثلما قال ﷺ في قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أنها تعدل ثلث القرآن، يعني: في الفضل، لكن إذا قرأ الثلثَ صار أكمل؛ لما يحصل من الخير في قراءة القرآن، وتدبُّر القرآن، وإذا ختمه كله صار أفضل وأفضل، وإن كانت تعدل في الأجر، لكن تحصل له أجور أخرى فيما يحصل له من التَّدبر والتَّعقل وكثرة الآيات التي يقرؤها، إلى غير ذلك، هذا يُبين فضلها وفضل صلاة الفجر والعشاء في جماعةٍ، لكن مَن جمع بينهما كان أفضل وأكمل.
فتاوى ذات صلة