حكم من ترفض الزواج وحكم غلاء المهور

السؤال: 

أنا فتاة ملتزمة، ولا أريد أن أتزوج، فماذا عليَّ أن أفعل؟ أو هل عليَّ ذنبٌ في ذلك؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

تزوَّجي، لا، ما يصلح، ما يجوز البقاء، تزوَّجي، ولو أنَّك مُلتزمة تزوَّجي، إذا جاء الكُفْءُ تزوَّجي، يقول الله جلَّ وعلا: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [النور:32]، الأيامى: التي ما لها زوج، والرجل الذي ما له زوج يُقال له: أيم، الرجل أيم، والمرأة أيمة أيضًا، التي ما لها زوج يُقال لها: أيم وأيمة، وكذا الرجل الذي ما له زوجة -ولو كان قد تزوَّج سابقًا- يُقال له: أيم، الله أمر بإنكاحهم.
عليكِ بالزواج إذا جاء الكفء، لا تجلسي بدون زوجٍ أبدًا، يقول النبيُّ ﷺ: إذا خطب إليكم مَن ترضون دينَه وخُلقه فزوِّجه، إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ، ويقول النبيُّ ﷺ: يا معشر الشباب هذا يعمُّ الرجال والنساء، مَن استطاع منكم الباءَة فليتزوّج، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء.
الواجب الزواج على الرجل والمرأة جميعًا إذا جاء الكُفْءُ، إذا يسَّر الله الكفء لا تمنعوه، أجيبوا ولا تتعنَّتوا، ولا تتكلَّفوا في المهور، ولا في الولائم، خففوا في المهور، يكفي المهر القليل، النبي قال لبعض الناس: التمس ولو خاتمًا من حديدٍ يزوّج به، ولو خاتمًا من حديدٍ وزوَّجه على أن يُعلِّمها بعض القرآن، لا تتكلَّفوا في المهور، زوِّجوا بالمئة وبالألف والألفين، على ما يسَّر الله، لا تتكلَّفوا، ولا في الولائم، النبي قال لعبدالرحمن بن عوف: أولم ولو بشاةٍ، ما هو بلزوم التَّكلف، الشاة تكفي، والشاتان تكفيان، ولا حاجة إلى التَّكلف، لا تتشددوا في المهور حتى يتيسر الزواج، عليكم بالتَّساهل في المهور، وفي الحُلي، وفي كل شيءٍ، خفِّفوا على الأزواج، على الخُطَّاب؛ حتى يرغبوا، حتى يتزوَّجوا، على أبيها يُخفف، على أمِّها، وعلى أخواتها، لا يُشجِّعوها على التَّكلف.
الواجب على الأخوات والأمهات والجدَّات وزوجات الآباء وعلى الأقارب التَّشجيع على التَّخفيف، شجِّعوا على تخفيف المهور والولائم، رغِّبوا الناس في الزواج، شجِّعوهم على الزواج حتى يكثر الزواجُ، حتى تقلّ العانسات في البيوت، وحتى يقلّ الشباب الذين ما حصَّلوا زوجة، شجِّعوا الناس، شجِّعوهم على الزواج، خفِّفوا المهور، يسِّروا المهور، لا تتكلَّفوا في الولائم، حتى لا تبقى بنتٌ، ولا يبقى شبابٌ إلا متزوج.
هذا يجب فيه التَّعاون بين الأخيار: على الأم أن تُعين، والأب أن يُعين، والأخ أن يُعين، بعض الناس يُطالب في بنته كأنها سلعة يبيعها بمئة ألفٍ أو بمئةٍ وخمسين ألفًا -نعوذ بالله- .. اطلب الميسور من الطيب، ولو عشرة آلاف، ولو خمسة آلاف، ولو ألفين، إذا رضيت البنت والحمد لله، ولو مئة ريـال، بعض السلف زوَّج على درهمين، وثلاثة دراهم، خفِّفوا في المهور.
عليكَ يا أباها بالتَّشجيع على التَّخفيف، بعض النساء آباؤهن -نعوذ بالله- عقبة كؤود في الزواج، ما يزوج إلا بتعبٍ، يخليها في غنمه، أو في بيته تخدم، ولا يُزوّج إلا بمئة ألفٍ، أو مئة وخمسين ألفًا مع التَّعب، هذا ظلمٌ عظيمٌ، داخلٌ في الظلم -نعوذ بالله- يجب الحذر، زوِّجْها بما تيسر إذا جاء الكُفْءُ، زوِّج واتَّقِ الله، ولا تحبسها، ولا تطلب المهر الطويل الذي يشقُّ على الناس، إذا جاء الكفء فهو النِّعمة، الكفء هو الرغبة، هو المهر، إذا جاء الكفء الطيب هو النعمة العظيمة، ولو بريالٍ واحدٍ، الله يهدي الجميع.
فتاوى ذات صلة