حكم من يرى الدعوة للعقيدة تحجيرًا للعقل

السؤال: 

هناك مَن يدَّعي أنَّ دعوة العلماء إلى العقيدة وغيرها هي تحجير للعقل؛ لأنها لا تهتم بالتربية، فما قولكم في هذا أثابكم الله؟

الجواب:

العقيدة هي أصل الدين، هي أساس الملَّة، بقي النبيُّ ﷺ فيها عشر سنين يدعو إلى العقيدة قبل أن تُفرض الصلاة، يدعو إلى توحيد الله، والإيمان برسوله محمد ﷺ، فهي الأساس، ولما بعث النبيُّ ﷺ معاذًا إلى اليمن قال له: ادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وفي اللفظ الآخر: فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وفي رواية البخاري: فادعهم إلى أن يُوحِّدوا الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أنَّ الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يومٍ وليلةٍ.. الحديث، فأمره أن يُعلمهم أولًا التوحيد والعقيدة، وهذا واجبٌ، ولا سيما في البلاد التي يكثر فيها الشركُ، ويكثر فيها دعاةُ غير الله، فلا بد من تعليمهم، حتى يُنقذهم من دعوة القبور والأموات، حتى تنفعهم أعمالهم، لو صلَّى وهو يُشرك بالله وأيش تنفع الصلاة؟ يقول سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88].
إذا كان يدعو البدوي، أو يدعو محمدًا عليه الصلاة والسلام، أو يدعو أبا بكر، أو عثمان، أو عليًّا، يدعوهم، أو يدعو الحسين، أو الحسن، أو فاطمة، ويستغيث بهم، ويقوم ويُصلي هل تنفعه الصلاة؟! هل ينفعه الصوم؟!
الله يقول سبحانه: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وهو محمد عليه الصلاة والسلام، لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۝ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر:65- 66]، ويقول جلَّ وعلا: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88].
فالعقيدة ما هي بتحجّر، العقيدة تبصيرٌ للناس بالشيء الذي خُلِقُوا له، وبيان الأساس، وإذا كانوا مسلمين يعلمهم إيَّاها مع الأعمال الأخرى، وإن كانوا كفَّارًا لا، يبدأهم بالعقيدة أولًا، أما إذا كانوا مسلمين يُبَصِّرهم فيها؛ لئلا يغلطوا فيها، يُبصِّرهم ويشرح لهم العقيدة، حتى يكونوا على بينةٍ، وحتى لا يقعوا في الشرك، ويُبين لهم ما يتعلق لهم بصلاتهم وصومهم ومُعاملاتهم، وغير ذلك.
فتاوى ذات صلة