الفرق بين الشرك والبدع والغلو في الدين

السؤال:
أحد الإخوة يقول: ما الفرق بين الشرك، والبدع، والغلو في الدين؟

الجواب:
الشرك والبدع والغلو في الدين. 
الشرك: هو بدعة أيضًا، الشرك ابتدعه المشركون يظنون أنه قربة، فالمشركون من الجاهليين سابقًا والمشركون الآن يحسبون أنه طاعة، وإنما هو بدعة يتقربون به إلى الله، يحسبونه ينفعهم وهو يضرهم، وهو أعظم الذنوب، الشرك أعظم الذنوب، وهو دعاء غير الله والاستغاثة بالأموات أو بالأشجار والأحجار أو بالنجوم، يدعوهم ويستغيث بهم ويستنصر بهم ويطلبهم الشفاء ورد الغياب والنصر على الأعداء، سواء كان هذا من ميت أو من شجرة أو من حجر أو من صنم أو من كوكب أو من شمس أو من قمر أو غير ذلك، هذا الشرك بالله .
فالذي يدعو غير الله قد أتى الشرك الأكبر، نسأل الله العافية وإن كان يظن أنه قربة، وإن كان يظن أنه دين وأنه ينفع عند الله فهو جاهل يعلم، كان المشركون الأولون يظنونه أنه قربة يتقربون به إلى الله جل وعلا وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]، مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] فظنوا أن أعظم الذنوب ظنوه قربة إلى الله بسبب الجهل.
والبدع: إيجاد عبادات ما شرعها الله، هذه البدع إحداث عبادات قولية أو فعلية أو عقدية يظن أنها قربة وهي ليست من الدين، هذا جهل بدع، وأن الناس يحدثون أشياء من أقوال أو أعمال أو عقائد يحسبونها طاعة ويظنونها طاعة وعبادة وهي ليست طاعة ولا عبادة، بل هي منكر، مثل: البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها، بعض الناس يحسبه قربة وطاعة، يبني على قبر أبيه أو قبر جده ويزينه بالفرش ونحو ذلك، هذا بدعة منكر من أسباب الشرك .
كذلك بناء القباب على القبور، تجصيصه كل هذا من البدع. 
كذلك الاحتفال بالموالد يحسبونه قربة وهو من البدع الذي يوقع في الشرك وتوقع في الغلو وفي منكرات كثيرة.
والغلو: معناه الزيادة في الدين، هذا الغلو يعني الزيادة في طاعة الله يسمى غلوا، فالذي مثلا يزيد في الوضوء ما يكفيه لا مد ولا صاع في الوضوء يصب الماء الكثير ويغسل العانة خمس مرات وست مرات وأكثر من ذلك ورجليه هذا غلو في الدين النبي عليه السلام قال: إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين
وقال: هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، وقال: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله رواه البخاري.
فالإطراء هو الغلو في الكلام، كونه يقال فيه أنه يعلم الغيب عليه الصلاة والسلام، أو أنه ينفع من دون الله، هذا غلو هذا إطراء لا يجوز، أو يقال فيه عليه الصلاة والسلام أنه ليس بَشَرٌ أنه جنس آخر غير البشر ليس من بني آدم، هذا كذب وإطراء وغلو باطل، الله سماه بشرًا عليه الصلاة والسلام، وهكذا الرسل كلهم من البشر، كلهم من بني آدم .
كذلك الزيادة في الصلوات كونه يزيد في الصلوات، مثلا يقول: أريد صلاة سادسة ما يكفيني خمس أنا أريد صلاة سادسة .. هذا ضلال وغلو في الدين نسأل الله العافية. أو يزيد في الأذان أو في الإقامة، أو يقول: لا يكفيني سجدتين في ركعة السجدة .. كلما ركع سجد ثلاث سجدات أو ركوعين في الهواء هذا من الغلو، الزيادة على ما شرعه الله في الدين.
كذلك يقول رمضان ما يكفي لا بدّ نحط شهرًا آخر، ندعو الناس إلى شهر آخر نصومه فرمضان ما يكفي لا بدّ نصوم معه رجب أو ربيع أو صفر أو ما أشبه ذلك كل هذا من الغلو.
فتاوى ذات صلة