حكم ترك الفرج بين المصلين وحكم الحركة في الصلاة

السؤال:

وآخر يقول: نرجو تقديم هذا السؤال على غيره للفائدة العامة، فيقول: ما حكم الفرج بين المصلين في صفوف الصلاة؟ وهل هو منكر؟ وكيف يزال هذا المنكر؟ وبعض المصلين -هداهم الله- يكثرون من الحركات، وينظرون إلى الساعة أثناء الصلاة، وهذا لا شك يشغل الذهن عن الصلاة، فما حكم صلاة يكثر فيها من الحركات، وينظر إلى الساعة؟ والبعض قد يترك تصليح غترته حتى يكبر تكبيرة الإحرام، وعندئذ يشتغل في تصليحها، نرجو البيان الكافي لجميع المسلمين الحاضرين، وشكرًا؟

الجواب: 

لا شك أن الخشوع في الصلاة، والإقبال عليها، والاشتغال بها، وإحضار القلب بين يدي الله في الصلاة أمر عظيم، وأمر مطلوب، قال الله سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1، 2]

فينبغي للمؤمن أن يعتني بهذا، وهكذا المؤمنة، كل من المؤمنين رجالًا، ونساء، الواجب عليهم أن يعنوا بالصلاة، وأن يطمئنوا فيها، وأن يحذروا ما يبطلها عليهم، والخشوع من أهم ما شرع الله فيه، والذي لا يطمئن في صلاته، بل ينقرها؛ تبطل صلاته، فينبغي للمؤمن أن يلاحظ ذلك.

وإذا كان هناك فرج في الصف؛ تقاربوا، وسدوا الفرج، النبي ﷺ أمر بسد الخلل، والتراص، فالواجب على المؤمنين في الصفوف أن يتراصوا، وأن يسدوا الخلل كما أمر النبي بذلك -عليه الصلاة والسلام-.

وإذا دخل في الصلاة؛ فليقبل عليها، لا يشتغل بالساعة، ولا بالغترة، ولا بالعقال، ولا بغير ذلك، بل يشتغل بصلاته بقلبه وقالبه، بقراءته بركوعه وسجوده، يشغل بالصلاة، فإن فيها شغلًا، فإنها عمود الإسلام، فليشتغل بها تدبرًا، وتعقلًا، ومراقبة لله وإقبالًا عليها، فإن الخشوع روح الصلاة ولبها، فدع عنك ما يتعلق بساعة، أو بغترة، أو بعمامة، أو غير ذلك. 

لكن الحركة القليلة لا تضر، وإنما الذي يضر كثرتها، وتتابعها، فإذا كانت تكاثرت الحركة، وتتابعت؛ أبطلت الصلاة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذا كثر العبث، وتتابع العبث؛ فإنه يبطل الصلاة، فيجب الحذر.

أما الشيء القليل فيعفى عنه، لكن الشيء القليل قد يجر إلى الكثير، فينبغي ترك القليل حتى لا يجره إلى الكثير، وأن يقبل على صلاته، ويعتني بها غاية الاعتناء حتى يخرج منها وقد أداها كما  شرع الله

فتاوى ذات صلة