الجواب:
قوله في الأصنام بل فعله كبيرهم هذا لما كسرها، قالوا من فعل هذا قال: كبيرهم؛ لعلهم يعتبرون، لعلهم ينتبهون، كبيرهم جماد ما عنده خبر، ولهذا انتبهوا وأعدوا له النار فأنجاه الله من شرهم.
والثانية: قوله إني سقيم، لما تخلف إلى أصنامهم مروا عليه... قال: إني سقيم، يُوهِم أنه مريض، وهو ليس بمريض ولكنه أسقمه كفرهم وشرهم.
والثالثة: أنه ذهب ومعه زوجته سارة إلى مصر فذُكِرت للملك فجيء بها إليه، وسأل إبراهيم عنها، فقال: إنها أختي، ما قال إنها زوجتي، خاف أن يغار ويأخذها، وقال: إنها أختي، فمدّ يده إليها فأصابه الله بشلل في يده، لم يستطع أن يمدّ يده إليها، فقال: ادع الله لي ولا أضرك، فدعت الله له، ثم مدّ يده فأُخذ أيضًا، فدعت له وأطلق، ثم قال: اذهبوا بها عني فما أتيتموني بإنسانة وإنما أتيتموني بشيطانة، ورد الله كيده وسلمت من شره، سارة رضي الله عنها ورحمها زوجة الخليل.
س: هذه الثلاث تسمى كذبات؟ أليست من معاريض الكلام؟
الشيخ: مِن ورعه عليه الصلاة والسلام سماها كذبًا، وهو أراد بذلك التعريض، لكن سماها كذبًا بالنسبة إلى ما يظهر للناس يعتبرونها كذبًا، وهو أراد بذلك أن يلفت أنظارهم إلى أن الأصنام ما عندها حَلٌّ ولا عقد، بل فعله كبيرهم، ما يفعل شيء، وفي سقيم يعذرونه لأنه مريض على ما يعرفون في عرفهم، وهو سقيم من أعمالهم الخبيثة.