ما صحة حديث "مَنْ ردّ عن عِرْض أخيه"؟

السؤال:

حديث مَنْ ردّ عن عِرْض... معي إسناده..؟

الجواب:

الظاهر أنه لا بأس به.
الطالب: قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: حدثنا إسماعيل عن ليث عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي ﷺ قال: من رد عن عرض أخيه المسلم كان حقًّا على الله جل وعلا أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة وفي سنده ليث بن أبي سليم خرج له الأربعة ومسلم مقرونًا، وقال الإمام أحمد في رواية المروذي في العلل: ليس هو بذاك، وقال فيه مرة أخرى: مضطرب الحديث، ولكن حدث عنه الناس، وضعفه يحيى والنسائي، وقال ابن معين: لا بأس به، وشهر بن حوشب الأشعري مولى أسماء بنت يزيد بن السكن خرج له الأربعة ومسلم مقرونًا، قال الإمام أحمد: روى عن أسماء بنت يزيد بن السكن أحاديث حسان، وقال في رواية حرب الكرماني: ما أحسن حديثه، ووثقه، وقال في رواية حنبل: ليس به بأس، وروى ابن أبي خيثمة ومعاوية بن صالح عن ابن معين قال: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس هو بدون أبي الزبير، ولا يحتج به، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال النسائي وابن عدي: ليس بقوي. 

وخرّجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى من طريق آخر قال: حدثنا علي بن إسحاق قال أخبرنا عبدالله يعني ابن المبارك قال أخبرنا أبو بكر النهشلي عن مرزوق أبي بكير التيمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي ﷺ قال: من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة.

ومن هذا الطريق أيضًا خرّجه الترمذي كما في سننه، وأبو بكر النهشلي هو الكوفي ابن عبدالله بن أبي القطاف، وقيل ابن قطاف، وقيل اسمه عبدالله بن قطاف، وقيل ابن معاوية، قال أبو داود: ثقة كوفي، وقال عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه: ثقة، ووثقه ابن معين والعجلي وابن مهدي، وقال أبو حاتم: شيخ صالح يكتب حديثه، ومرزوق أبو بكير التيمي الكوفي اختلف في اسمه فذكره الذهبي رحمه الله تعالى في ميزان الاعتدال فقال: مرزوق وأبو بكر عن أم الدرداء ما روى عنه سوى أبي بكر النهشلي، أما في التهذيب فشك ابن حجر فقال: مرزوق أبو بكر التيمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي ﷺ قال: مَن ردّ عن عِرْض أخيه الحديث، وعنه أبو بكر النهشلي خرج له الترمذي ثم قال بعد ذلك: أظنه الذي بعده، ثم ذكر تمييز مرزوق أبو بكير التيمي الكوفي مؤذن لتيم روى عن سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وعنه ليث بن أبي سليم وإسرائيل وعمر بن محمد بن زيد العمري والثوري وشريك ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أصله من الكوفة وسكن الري، وفي التقريب قال مرزوق: أبو بكر التيمي مقبول من السادسة، خرج له الترمذي، وقال مرزوق أبو بكير بالتصغير التيمي الكوفي المؤذن سكن الري من السادسة أيضًا. تمييز.
وقال المنذري رحمه الله على هذا الحديث: رواه الإمام أحمد بسند حسن، وأبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ ولفظه: مَن ذَبّ عن أخيه ردّ الله عنه عذاب النار يوم القيامة، وتلا رسول الله ﷺ:  وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47]. وتكلم على ذلك الدارقطني كما في كتابه العلل في السؤال الواحد والتسعين بعد الألف، وسئل عن حديث أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ﷺ: من رد عن عرض أخيه كان حتمًا على الله أن يرد عنه نار جهنم، ثم قال: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا [غافر:51]. يرويه ليث بن أبي سليم، واختلف عنه، ورواه أبو بكر بن عياش وجرير بن عبدالحميد ومعتمر بن سليمان وموسى بن أعين واختلف عنه فيه، واختلف عن ليث عن شهر عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي ﷺ، ووقفه عبدالسلام بن عبدالحميد عن موسى بن أعين فقال علي بن معبد عن موسى بن أعين عن ليث عن عمرو بن مرة عن شهر عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي ﷺ، وليس بمحفوظ، والصواب: قول من قال: عن ليث عن شهر. انتهى قوله.

الشيخ: على كل حال الحديث حسن جيّد، وكل سند يَعْْضُد آخر.
س: ما الراجح في مرزوق أبو بكر هل هما اثنان؟
الشيخ: الله أعلم.

فتاوى ذات صلة