حكم زواج الشغار وخطورة التكلف في الولائم وغلاء المهور

السؤال:

لقد انتشر في قبائلنا الشغار، وغلو المهور، حتى إن الرجل يبلغ من العمر أكثر من ستين عامًا، ويأخذ بكريمته زوجة عن بنت أقل من 18 سنة بطريق الشغار، وهذا أدى إلى توقف الشباب منا من الزواج، وانحرافهم، وذهابهم إلى البلاد المختلفة؛ ليزاولوا هناك المنكرات؟ 

الجواب:

هذا الذي قاله السائل أمر واقع في كثير من الجهات من غلاء المهور، ومن التكلف في الولائم، والحرص على الطمع من الأولياء، أو بعض الأولياء، وهذا لا شك أنه غلط كبير، والتنافس في المهور أمر منكر لقصد مصالحهم، الواجب على الأولياء أن يتقوا الله، وأن ينظروا في مصالح النساء، وأن يرضوا -ولو بالمهر القليل- إذا جاء الكفء، أما أن ينافس في طلب المهور حتى يأخذ المال، ولا يبالي؛ فهذا منكر لا يجوز له، ولو كان أباها، ليس له أن يحبسها لأجل المال الكثير، بل متى جاء الكفء -ولو بالقليل- زوجها، وسارع إلى ذلك، إذ المقصود صيانتها، وحفظ عرضها، وإعانتها على الخير، وإعانة المجتمع الإسلامي على الخير أيضًا. 

فعلى كل حال قد صدر فيه رسائل كثيرة، ونصائح كثيرة من هيئة كبار العلماء، وكثير من العلماء -ومني أيضًا- صدر في هذا كثير من الوعظ، والتذكير، وبيان ما يجب على المسلمين، وصدر رسائل في الشغار، والتحذير منه، ووزعت في جميع أنحاء البلاد مرات كثيرة، ولكن كما قيل:

ما لجرح بميت إيلام

إذا لم يكن في القلب واعظ، ولم يكن في القلب إقبال على الخير، والهدى؛ لا ينتفع الإنسان بما يسمع، ولا يعلم، بل يصر على باطله، ولا يبالي، القرآن أكبر واعظ، القرآن العظيم، وأعظم ذكر، ومع ذلك أكثر الخلق قد خالفه، فلم يمتثل بما في القرآن من الأوامر، والنواهي متابعة للهوى، وإنما يمتنع بالنصائح من يرغب الحق، ويريد الحق، ويعيش بالحق، ويطلبه، متى وُعِظَ؛ قبل، ومتى ذُكِّر؛ تذكر؛ لأن قصده الحق، وهدفه اتباع الحق.

فالواجب على السائل وجماعته أن يتقوا الله، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناصحوا فيما بينهم، كبارهم، ويقومون على سفهائهم، وأعيانهم، يقومون على عامتهم حتى يتعاونوا على الخير، ويستعينوا أيضًا بعلمائهم، وقضاتهم، وأمرائهم في هذا الأمر العظيم؛ حتى يزوج الكفء، ولو بالمهر القليل، وحتى لا يتنافسوا في الولائم الكثيرة التي لا ضرورة إليها، بل يكون الشيء القليل الذي لا يضر الزوج، ولا أهل الزوجة، هذا هو الذي ينبغي للمسلمين فيما بينهم التعاون، فإذا علموا شخصًا يتساهل في هذا الأمر، ويحبس بناته، أو أخواته بغير حق؛ قاموا عليه، ونصحوه، ووجهوه إلى الخير، ولو أدى إلى أن يشتكوه إلى ولي الأمر عندهم؛ حتى يأخذ على يده، وحتى يزوج بناته، أو أخواته عن الأكفاء، ولو من طريق المحكمة إذا لم يحصل من الأولياء الخضوع للحق.

نسأل الله للجميع الهداية، هذا إن شاء الله يعتنى به أكثر فيما يستقبل إن شاء الله.

السؤال: وهذا سؤال سبق أن أرسله إلينا أحد الإخوة قبل ذلك، وهو يستعين بالله، ثم بسماحتكم أن تنصفوه من هذا الرئيس الفلبيني الذي يفصل الذين، يصلون في المؤسسة، ويهددهم، ويضع الكلب مكان صلاتهم؟

الجواب: هذا كذلك أيضًا سبق أن كتبنا إلى وزير الداخلية، ونسأل الله أن يوفقهم.  

فتاوى ذات صلة