حكم تقسيم البدع

السؤال:

ما رأي سماحة الشيخ في تقسيم البدع، كالبدع المستحبة، والبدع المحرمة، ووجه دليل من قال بهذا التقسيم، مع بيان قول الرسول ﷺ: كل بدعة ضلالة؟

الجواب:

ذهب بعض الناس -بعض الفقهاء من المتأخرين- إلى تقسيم البدعة إلى حسنة، وسيئة، وواجبة، ومحرمة، ومباحة، وهذا لا أصل له، هذا التقسيم لا أصل له، فليس في البدع شيء حسن، كلها ضلالة، النبي ﷺ قال: كل بدعة ضلالة فلا يجوز الاعتراض على الرسول ﷺ فالذي يقسمها يقول: بعضها ضلالة، وبعضها ما هو ضلال، معترض على الرسول ﷺ أتى النبي ﷺ بعبارة جامعة، قال: كل بدعة ضلالة فهذا كلام عام جامع، لا يجوز أن يعترض عليه. 

وأما ما يظن بعض الناس أنه بدعة، وهو مما شرعه الله، ليس ببدعة، مثل بناء المساجد ليس بدعة ... -عليه الصلاة والسلام- وكذلك نقط المصاحف، وتشكيلها من باب الإيضاح لكلام الله، ليس من البدع، فمن باب الإيضاح لكلام الله، وبيان ما هو مرفوع، وما هو منصوب؛ لأن بعض العامة لا يحسن ذلك، وقد تشتبه عليه بعض الكلمات إذا لم تنقط، وكذلك جمع المصاحف، وكذلك بناء المدارس، كل هذا ما هو من البدع، بل مما شرع الله، ومما دعا إليه رسول الله ﷺ لأن الله أمرنا أن نحفظ كتابه، وأن نعلم أولادنا، وهذا من باب التعليم، والإيضاح، وليس هذا من البدع، هكذا إيجاد الربط، والأوقاف ليس من البدع، بل من باب الصدقات الجارية، والنبي ﷺ قال: لو مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له فإذا أوقف الناس بيوتًا على الأئمة، أو المؤذنين، أو الأربطة، أو غير ذلك للتدريس، والتعليم، والغرباء، والفقراء، والمساكين، هذا من العمل الصالح، والصدقات الجارية الداخلة فيما حث عليه النبي ﷺ من نفع الناس، وإرشادهم، والصدقة عليهم، ومواساتهم، ورحمتهم، هذا كله تشبيه لا وجه.

السؤال: وقول: (نعمت هذه البدعة)؟

الجواب: هذا يروى عن عمر، جاء عن عمر في مسألة التراويح من حيث اللغة، مثل ما قال: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ [البقرة:117] يعني من حيث اللغة، أنه جمعهم على إمام، ولم يكونوا مجموعين على إمام سابق في التراويح، وصلى بهم ﷺ ثلاث ليالي، أو أربع، ثم تركهم خوفًا أن تفرض عليهم، فجمعهم عمر على إمام واحد، وخرج ذات ليلة، وهم يصلون، فقال: (نعمت هذه البدعة). 

فالمعنى يعني من حيث اللغة، أما هو يعرف أنها سنة، ولهذا فعلها ودعا إليها، وفعلها الرسول ﷺ فهي سنة بلا شك، هي سنة، وقربة، ليست بدعة في الدين، ولكن من في قلبه مرض يتعلق بهذه الكلمة، ولو كانت في غير صفه لما تعلق بها. 

فتاوى ذات صلة