وصايا لمبتعث إلى بلاد الغرب

السؤال:

حيث إنني أنوي السفر إلى الخارج في دورة دراسية، وذلك غدًا، حرصت على أن أودعك، وأودع إخواني الحاضرين، وأحظى بدعوة صالحة منكم، ومن الحاضرين بالثبات، وأن ينفع الله بنا، وأبشركم أنني من فضل الله وجدت عمارة كبيرة يسكنها أكثر من ثمانين عائلة مسلمة، وقد خصصوا شقة كاملة استأجروها على حسابهم، وجعلوها مسجدًا للعمارة، ولا أطيل عليكم، وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، نحب لكم، ولإخواننا المسلمين محبة، أرجو أن تكون خالصة لله

الجواب:

نوصيكم بتقوى، ونسأل الله أن يحفظك في الحل، والترحال، وأن يكفيك شر سفرك، وشر ما أمامك، ونسأل الله أن يعينك، وإخوانك الذين معك على تقوى الله، وعلى القيام بأمر الله، وعلى التعاون على الخير، و.. في الدين، والحذر من أسباب الهلاك؛ فإن السفر إلى الخارج فيه أخطار كثيرة. 

فينبغي للمؤمن أن يحذر تلك الأخطار، وإذا أمكنه ألا يسافر إلا إذا كان ذا علم، وبصيرة ليدعو إلى الله، وينكر المنكر، فهذا فيه خير -إن شاء الله- وإذا كان ليس عنده الكفاية، والأهلية لهذا الأمر، فالواجب عليه ألا يسافر، وألا يخاطر بنفسه، فإن هناك من الشرور ما لا يحصيه إلا الله  من الدعوة إلى الشرك بالله، والكفر بالله، والدعوة إلى الفواحش، والزنا، والخمور، واللواط، وغير ذلك. 

فأمريكا، وإنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وغيرها من دول الكفر، والضلال فيها من الشر، والباطل ما لا يحصيه إلا الله  فينبغي لمن أراد أن يتوجه إلى هذه الأمور أن يحذر، وألا يتوجه أبدًا، ولا يسافر إلى تلك البلاد إلا عند الضرورة القصوى. 

أما ما أمكن يتعلم في بلاده، ويتفقه في بلاده، فهو خير له -إن شاء الله- وأبعد له عن الشر إلا في حال واحدة، إذا كان قد حصل من العلم ما يكفي، ورزقه الله من البصيرة، والهدى، والثبات على الحق، وأراد أن يدعو إلى الله، ويعلم الناس الخير في أوساط المسلمين، وأوساط حدثاء العهد بالإسلام، والجاليات الإسلامية؛ فله أجره، وثوابه، نسأل الله له الإعانة، والتوفيق. 

فتاوى ذات صلة